قرأت مقال في صفحة أحد القيادات الحراكية التي استبدلت معركتها وغيرت عدوها وأصبح شغلها الشاغل البحث عن مادة تنتقص من قيمة المجلس الانتقالي أو تسئ لرموزه،المقال بعنوان "مجلس الغوغاء" مذيل باسم الكاتب "نبيل عبدالله" .
والحقيقة بأن الطرح يأتي امتداد للحملات المنظمة منذ تأسس المحلس الانتقالي هناك من لا يزال من الجنوبيين من هو خارج إطار الانتقالي وله تحفظات على أداء الانتقالي ولكن بحس وطني لا يتجاوز المنطقة المشتركة في القيم الثورية التي نلتقي عليها جميعا أؤلئك طوبى لهم مهما اختلفنا معهم، اليوم نحن أمام تحديات محدقة بالجنوب وشعبه وقضيته،وفي مثل التوقيت يتجلى الحرص عندما يكون الحس الوطني حاضر، وليس من الحكمة استهداف المجلس الانتقالي مهما اختلفنا معه، ولن يكون ذلك لمصلحة الجنوب البتة مهما اجتهدنا في سرد المبررات.
لن يستشعر قيمة الحامل السياسي يانبيل الا من عاصر مراحل الثورة وذاق مرارة ألمها وهو يرى نضالات شعبه كيف تتبدد وتضحياته كيف يعبث بها، ولن يدرك ذلك المعنى إلا من عاش القلق في خضم الابتهاج وعندما كانت ساحاتنا تتزين بزخم الفعل الثوري وكانت ابتهاجاتنا مصحوبة بالقلق خشية أن يفسد جمالها الحمقاء، كما حصل في أكثر من مناسبة .
غياب الحامل السياسي يانبيل جعل كل من عاصر الثورة الجنوبية يذوق مرارة الالم والقهر، ويدرك معنى هذه القيمة الوطنية ثم يعض عليها بالنواجد ولا يقبل التفريط فيها باي حال، الفراغ الشاغر في قيادة الثورة يانبيل كان كالثقب الأسود الذي يلتهم تضحياتنا وانتصاراتنا لمصلحة العدو،ونحن نتلوع ألمآ وقهرآ،ومن تراهم اليوم بنظرك غوغائية هم من عاش تلك المراحل وما التفافهم حول المجلس وانخراطهم في هيئاته إلا انطلاقا من تلك القناعات الانف ذكرها ،مع العلم بأنهم يعرفون درب المصالح الشخصية أن أرادوا، ولكنهم اثروا الانتقالي باعتباره امتداد لنضالهم، وضمان لبلوغ اهدافهم، وفيه ضالتهم المنشودة التي لطالما انتظروها طويلا .
بقلم حسن منصر الكازمي
25 أبريل