لا احب أستباق الدعوات بالتشكيك طالما عناوينها المصلحة العامة، ولا اتوجس منها مهما كانت القراءة امامي واضحة، حرصا مني على أن تظل المساعي بهذا الاتجاه مفتوحة للمستقبل، وان اخفقت مرة او مرات،وقبل يومين كانت ابين على موعد مع دعوتين الأولى لوجهاء ومشائخ أبين على مستوى المحافظة، والاخرى في اطار باكازم في العاصمة عدن ،وبما أنني أحد ابناء أبين وانتمي لمديريتي باكازم فمن حقي ان ادلي برايي طالما هو اي الراي لايشوش ع الحضور خاصة وهو يأتي عقب نلك اللقاءات.
ثمة قواسم مشتركة تبرز في تزامن الموعد أولها بأن الراعي للدعوتين قيادات في حكومة الشرعية ومن المحسوبين على الرئيس هادي،وهذه الخاصية لاتدعم اتخاذ اي خطوات مستقلة عن اطار سياسات الشرعية و تحديدا جهود الرئيس هادي،وان توشحت بعناوين مصلحة العامة من الناس في إطار تلك المناطق لان الجهود في هذا الاتجاه بحاجة الى ارادة مستقلة من خارج هذا الإطار الرسمي وبعيدة عن تأثير السلطة التي تعتبرها الناس هي اساس ومصدر المعاناة وماصابها لاننا طبعآ إذا رجعنا للمرحلة الماضية سنجد معظم تلك القيادات الابينية كانت على رأس السلطة والقرار وتعتبر شاهد حاضر على ماصاب أبين خلال فترة مابعد الحرب والذي بلغ حد مزري جعل الإنسان العادي يستشعر واجبه ويتحرك، ناهيك أن تكون مسؤول أو تملك القدرة على توصيل الصوت، وكان موقف معظم تلك القيادات سلبي.
و الحقيقة المؤسفة بأن قيادات أبين في السلطة لازالت لم تستوعب الواقع ولم تتعض من تجارب الماضي من خلال تكرارها المستخف بالإرادة الشعبية سوا في إطار المحافظة أو على مستوى الساحة الجنوبية، عندما يسوقون ولاءهم المطلق لهادي في كل مناسبة فيما يتجاهلون قضية شعب الجنوب التي هي الإطار الجامع وهي الأولى بالدعم والالتفاف،والأمر الاخر بأنهم في كل مناسبة يسوقون أنفسهم بأنهم هم ابين وان هذا موقف أبين،ودائما مايتكرر هذا المشهد الساذج من خلال تسخير إمكانيات الدولة وموظفيها للتلويح بالمنطقة (ابين) على حساب قضية وطنية،لم يستوعبوا بان الاصطفاف الوطني هو الارضية الصلبة ،فيما الوهن الذي لن يجلب لهم سوا الاهانة والهروب هو التمترس ضيق الافق،وعليكم أن تدركوا باننا ابناء ابين لازالت ذاكرتنا حية عندما ادرتوا ظهوركم عنا بينما عصابات الإرهاب المنظمة تتكالب علينا من كل حدب وصوب لتعبث بالسكينة والارواح،حتى عندما تحرك التحالف والقوى الوطنية الجنوبية وخاضوا معركة الكرامة لاستعادة ابين كانت بعض قيادات أبين في الشرعية معول هدم في خضم تلك الجهود والتضحيات،واليوم الاحرى بالقيادات الابينية الفذة أن هي تريد دعم ومساندة الرئيس هادي أن تعي مكامن القوة الحقيقية التي بها انتصر هادي،اذا هم فعلا حريصين عليه،ومن خلال تلك القناعة تكون الانطلاقة والجلوس فيما بينهم لحسم الموقف باتجاه الوطن وقضيته ويجعلوه طوق النجاة وخيارهم الذي يطرح على الرئيس هادي ان اراد ترجيح الكفة قبل فوات الأوان ،حينها سيجدون الأيادي الجنوبية ممدودة والقلوب تتهاوى باتجاه بعضنا لنمضي نحو مستقبل يجمعنا، ولن يندمون على ذلك .