الانتقالي يتقبل النقد البناء

2019-02-20 19:18

 

كنت في نظرتي للمجلس الانتقالي مثل الكثير متأثرا بمطابخ الدعائية والإشاعات التي تبث سمومها في مواقع التواصل الإجتماعي ،حتى أنه تم تعييني في اللجنة الوطنية لهذا المجلس منذ أكثر من سنة وتمت دعوتي لاجتماعاتها في مدينة عدن إلا أنني لم أحضر و لم أحضر أي فعالية قاعدية أو مركزية للمجلس الانتقالي .

غير أنني عندما اطلعت على عمل اللجان العاملة في هذا المجلس انبهرت بآلية عملها المتفاني بحيث تشكل هذه الآلية (مدرسة تصحيحية) لأليات العمل التي ألفها مجتمعنا الغارقة في الروتين الممل والفساد ، فالمجلس اليوم يرحب عبر لجانه العاملة بأي مشاريع تطويرية للشباب ويتم دراسة هذه المشاريع بشكل جاد لمعرفة جديتها وجدواها أي كان مجال هذه الأفكار والمشاريع .

 

ما يميز عملية القبول والتفاعل بهذه المشاريع والأفكار انها منفتحة لأي مواطن دون أي تمييز حزبي أو اجتماعي أو مناطقي .

لقد انبهرت بحق بهذا الاخلاص والتفاني في العمل والانجاز ، كما أبهرني قرب هذه القيادات من المواطنين وحبها لهم بعيدا عن الانتهازية، ناهيك عن المرونة في التعامل ، إذ لم يدون بحقي لغيابي الطويل وترددي في الانضمام إليهم أي عقوبات ، ولم يصنفوني بأي تصنيف عنصري أو سياسي أو طائفي كما يفعل الأخرون . بل إن قيادات الانتقالي تتقبل النقد البناء دون زعل أو غرور وتبحث عنه لتقييم آليات عملها.

 

يأتي كل ذلك لادراكهم واقعهم وحجم مهمتهم ويعرفون حجم الإشاعات التي تبث ضدهم من القوى الظلامية التي استحوذت على كل مقدراتنا المادية والثقافي والروحية لأكثر من نصف قرن ، مارست خلالها أبشع أنواع الديكتاتورية و الفساد والتزوير باسم الطهر والعفة ، وجعلت منا ومن أرضنا مصنعا ومسرحا للإرهاب العالمي.

 

بلاشك تواجه المجلس الانتقالي الكثير من التحديات التي فرضها الواقع السياسي الراهن المعقد ، ولكن بأليات عمل الانتقالي هذه سيكون المجلس سفينتنا إلى بر الأمان الذي ننشده بعد رحلة العذاب التي طال أمدها لأكثر من نصف قرن من التعاسة والشقاء والارتهان.