هل تُستَنسخ مأساة فلسطين في الجنوب ؟

2014-10-19 13:21

 

ونحن نشهد بوادر الانفراج بشأن القضية الفلسطينية تخيفنا هذه التغيرات الدراماتيكية التي جعلت إخوان اليمن يتحولون فجأة من شعار الوحدة أو الموت إلى شعار نعم للانفصال ليضعوا بصماتهم بقوة في احتفالية 14 أكتوبر الجارية في مدينة عدن ، كل ذلك وغيره يجعل الجنوبي يقف حيران تجاه ذلك التغير سيما وقد لاحت للجنوبيين مؤشرات الانعتاق بعد ان غاب عن المشهد السياسي من كفرهم واستباح أرضهم وبدد مشاريع اقتصادهم الوطني ولوث بيئتهم.

ومما يخيف أكثر هو أن الوطن في أدبيات وعقيدة الإخوان المسلمين ما هو إلا (وثن).

 

لذلك يحق لنا كجنوبيين التخوف من أن يكون حال الجنوب كما كان حال تحويل الانتداب لأرض فلسطين فيُسلم من لا يملك إلى من لا يستحق ويُقدَم الجنوب في طبق من ذهب للمتطرفين السنة خلافا لمذهب الاعتدال السائد في المجتمع تماما كما سُلم الشمال إلى الشيعة خلافا للمذهب الزيدي السائد في المنطقة ، كي تعود إلى سطح مكتب الحياة السياسية في اليمن حالتُ الحرب التي نخرت اليمن من عقود طويلة ، ولتكون اليمن في هذه الحالة قبلة للإرهابيين من شتى أصقاع الأرض ولتكون الحروب بين شطري اليمن هذه المرة على أسسٍ طائفية تماشياً مع التحولات والتوظيفات الطائفية التي يوجدها ويذكي جذوتها المستعمرون اليوم في البلاد العربية التي كان من نتائجها تدمير أهم الحواضر العربية والرجوع بها إلى القرون الغابرة , وإيجاد موطنا إن لم نقل دولة للإرهابيين في خاصرة الوطن العربي ،تماما كما زرعت دولة إسرائيل وكما زرع النظام الماركسي في الجنوب أيضا .

 

فنجد صور الحوثي يتم تدعيسها من قبل المتظاهرين في عدن رغم أنه لم يأت إلا قريباً إلى المشهد السياسي ، والذي كان موقفه مغايراً لمواقف الآخرين بشأن القضية الجنوبية ، هل هو من أصدر فتاويه بتكفير الجنوبيين ، ولماذا غابت في المقابل صور من كفر الجنوبيين ..مع ملاحظة ان كل عمليات التدعيس لصور الساسة أو الحكام المنقلب عليهم في الوطن العربي تم التندم عليها كون المآلات التي عقبتها جعلت المجتمعات تردد قول الشاعر: (بكيت من يومي فلما صرت في غيره بكيت عليها).

 * من صفحة الكاتب