حاول كثير من الرواة والمؤرخون ان يشوهوا التسمية الحقيقية لحضرموت.. بانه جاء من ان وادي حضرموت كان يطلق عليه وادي الموت لكثرة حوادث الموت فيه.. فسميت حضرموت باسمه.. واخرون قالوا ان التسمية جاءت من ان شخصا كان اسمه (حضر) وعندما يأتي الى اية مكان يقع فيه الموت.. فسميت حضرموت باسمه.
والحقيقة ان هذه التسمية تأتي مشتقة من اسم الابن الثالث لقحطان ابن النبي هود عليه السلام والذي انجب ثلاثة عشرة ولدا ومنهم ابنه الثالث (حضرموت) والذي عاش في الالف السابع قبل الميلاد الذي سكن في وادي حضرموت فسمي الوادي باسمه. كما ان اخاه (شبا) سكن في الوادي نفسه فسميت مدينة شبام نسبة اليه.
وهنا تجدر الاشارة ان حضرموت ابن قحطان ابن النبي هود عليه السلام انجب عدد كبير من الاولاد والبنات ومنهم: مرة وثوابة وكندة والاكرمين ونهد.. وماتزال اسماؤهم محفوظة حتى اليوم وتحملها القبائل التي تنتمي اليهم.. فمرة هو جد الصحابي الشهير وائل بن حجر الحضرمي.. وثوابة هو جد القيل مسروق بن وائل الحضرمي.. وكنده هو جد اشهر صحابي في التاريخ الاسلامي الاشعث بن قيس الكندي.. ونهد هو جد اشهر قبيلة حضرمية معروفة بتاريخها البطولي حتى اليوم... والاكرمين هو جد سكان المنطقة الصحراوية في حضرموت.
ولان حضرموت بن قحطان سكن في الوادي الذي حمل اسمه.ِ. فان تسمية حضرموت المعروفة تاريخيا كانت تطلق على وادي حضرموت الى مدينة شبوة القديمة عاصمة مملكة حضرموت فقط. ولم تكن حضرموت تشمل الارض كلها التي هي عليها اليوم. وقد ذكرنا ذلك في التاريخ القديم للعربية الجنوبية باستفاضة.
وعلى سبيل المثال فان الشحر لم تكن جزء من حضرموت وانما كانت عاصمة لاقليم المهرة وكانت تسمى (حويلة) نسبة الى الابن الثامن لقحطان ابن النبي هود عليه السلام الذي سكن فيها فحملت اسمه.. ثم اصبحت تسمى ( الاسعى) ثم اصبحت تسمى (سعاد) ثم اصبحت تسمى (الشحر) نسبة الى الشحرة اي الى قبيلة مهرية.
وكان اقليم المهرة يمتد الى قرب المكلا وحتى قرب قبر النبي هود عليه السلام والى الاحقاف والربع الخالي ومساحته اكبر من مساحة وادي حضرموت بكثير.. وذلك حتى قيام الدولة الطاهرية في سنة 1454م عندما اوكلت لاسرة آل كثير ادارة الشحر بدلا عن حاكمها محمد ابو دجانة.. ومنذ ذلك الحين اصبحت الشحر جزء من املاك سلطنة آل كثير الاولى والتي كانت تحكم اقليم ظفار في سلطنة عمان اليوم حتى اجبرتها السلطات البريطانية في خمسينيات القرن التاسع عشر الميلادي على التخلي عن اقليم ظفار لصالح سلطان مسقط مثلما استقطعت جزر كوريا موريا ومصيرة عن بلادنا لصالح سلطان مسقط في عام 1967م.
*- محمد عباس ناجي الضالعي.