هناك فرق كبير بين سرق صنعاء وسرق عدن.. نقصد السرق بموظفي الدولة.. سرق صنعاء اكثرهم تجد عندهم حدود لسرقتهم بما لا يضر الاخرين الى اقصى درجة.. ويمارس السرقة بقليل من السرية..
سرق صنعاء ومع انه سارق تراه يسرق ويمنح جزء مما سرقته للاخرين تطبيقا للمقولة ( كُل وأكّل) ويتصدق على الفقراء ويِطلب الدعاء منهم لعل ربه يغفر له سرقته.. كما أنهم يظهرون احترامهم وتقديرهم المشفوع بالابتسامة لمن هم اعلى مكانة منهم او ترتبطهم صداقة معه او معرفة او كبير في السن.. والبعض منهم يسرق ولكنه ينجز بعض الاشياء لصالح مرؤوسيه ووطنه.. وتجدهم بعد سنوات من سرقتهم تظهر نتائج سرقتهم مثل بناء مسكن له او امتلاك سيارة ... الخ.
سرق عدن تعلموا من تجارب سرق صنعاء ونقلوها معهم الى عدن ولكنهم لم يطبقوا فيها أي شي ايجابي (إن كان للسرقة من إيجابية) وإنما اضافوا اليها الكثير وضاعفوها عدة درجات.. فاذا كان الكاتب المالي في صنعاء يستقطع الف او الفين ريال من مرتب الجندي او الضابط غير الملتزم في عمله فان الكاتب المالي في عدن يستقطع نصف المرتب بحجة ان صرف الدولار ارتفع وبحجة توفير الغذاء لمن هم مداومين في الوظيفة وهو اصلا لا يوجد موظف واحد مداوم. تجده يلتهم كل شي لنفسه ولا ينجز اي شي لصالح مرؤوسيه ووطنه وليس عنده مقاييس لمن كانوا اكبر منه مركزا او سنا او يعرفهم بل ينظر اليهم بعبوس واشمئزاز وكانه لايعرفهم.
سرق عدن سرقتهم اصبحت علنية ويتفاخرون بها كتعبير عن ذكائهم وشطارتهم.. لهذا اصبح المسؤول والموظف كلهم سرق ولا يخافون الله ولا الشعب.. ولايمكن لسارق ان يحاسب سارق.. انها دولة السرق تحمل اسم دولة الشرعية .
سرق عدن على عجلة من امرهم فما كسبه السارق في صنعاء خلال سنوات.. سرق عدن سعوا الى كسبه خلال اشهر.. وهنا يقول المرء في نفسه ان سرق صنعاء ملائكة ورحمة الله عليهم مقارنة بسرق عدن.