ها هي عدن اليوم مدينة المواطير !!

2018-07-05 15:10

 

عدن التاريخ والحضارة التي أحبها الله عز وجل وزينها بجمالها البديع وحسنها الفتان بجبالها البركانية الرابضة على شواطئها الدافئة، بهوائها النقي وجوها المنعش، متعة الزائرين، وبموقعها الجغرافي الاستراتيجي الهام على خط الملاحة الدولية وبتلك الخصائص والمميزات الطبيعية ازدادت عدن جمالا وشهرة، وبأهلها الطيبين الكرماء المسالمين ازدادت سمعة عدن وحبها في قلوب كافة المقيمين فيها والوافدين إليها والزائرين على حد سوى، باعتبارها مدينة التعايش والسلام  وعاصمة الجنوب التاريخية ومفخرة شعب الجنوب الأبي.

 

وها هي عدن الرائدة في العلم والثقافة وتاريخها الحضاري العريق، وما قلعة صيرة وصهاريج الطويلة وبغدة عدن والمنارة وغير ذلك إلا نموذج من شواهد عراقة تاريخها وعمق حضارتها، ولقد كانت عدن تمتلك ثالث ميناء على مستوى العالم وهو ميناء عدن الشهير، وكانت أول منطقة اقتصادية حرة في الشرق الأوسط، وهي مدينة التواهي، بالإضافة إلى مطار عدن الدولي الذي كان يقارن في ذلك الوقت بمطار طوكيو من حيث استقبال عدد الطائرات من جميع دول العالم كما كانت عدن هي الرائدة في الشرق الأوسط في إنشاء وقيام الأندية الرياضية وبناء الملاعب الدولية على مستوى ذلك العصر ونشر الصحف الورقية وبناء المسرح وتشكيل النقابة العمالية والبث الإذاعي والتلفزيوني من عدن وبناء المدارس والمعاهد الحكومية والأهلية وبناء المستشفيات وتوفير الخدمات من الماء والكهرباء ومد شبكة الصرف الصحي وإلخ...

 

هكذا كانت عدن في صدارة مدن محيطها العربي والإقليمي، إلا أن الاحتلال اليمني سيء الصيت وبشقيه القديم والجديد الشرعي والانقلابية هو من عمل بسياسته القذرة الممنهجة على تدمير عدن أولا والجنوب ثانيا منذ حرب صيف 1994م على الجنوب، هكذا عملت سياسة علي عبدالله صالح أثناء حياته ومازالت تمارس تلك السياسة على عدن وأخواتها في الجنوب حتى بعد موته وبأسماء مستعارة باعتبار سياسة الاحتلال اليمني واحدة بشأن عدن وأخواتها في الجنوب وإن اختلفت الوجوه والشعارات والتسميات، ولهذا أوصلوا عدن إلى ما هي عليه اليوم، لا ميناء كما عهدناه، ولا مطار كما عرفناه، ولا إذاعة ولا تلفزيون في عدن من عدن، لا أمن، ولا استقرار، ولا كهرباء، ولا مياه.. الكهرباء بالتقسيط المريح والمياه بالقطارة، ولهاذا ضاق الموطن في عدن ذرعا وبلغت القلوب الحناجر.

 

إلا أن ما يميز عدن اليوم عن مدن العالم هي أصوات المواطير الكهربائية الصاخبة في جميع أحيائها السكنية وأسواقها التجارية ومساجدها وغير ذلك، ولهذا بكل ألم صارت عدن اليوم مدينة المواطير، وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا سامح الله من كان السبب، ولذلك نختم مقالنا هذا بهذه الأبيات الشعرية:

يا أهل الكهرباء منعكم ** منع القبيلة والنظام

شوفوا لي طلب منكم ** لوشي تفهمون الكلام

كم فينا حصل منكم ** يالوماه الف الملام

تعبانين من ذنبكم ** طول الليل ماشي منام

ليالي سود وشهور جم ** مضت حتى بشهر الصيام

في هذا العبث كم لكم ** جبتوا للمواطن غرام

خافوا اليوم من ربكم ** شوفوا مثل هذا حرام