يبدو ان احمد عبيد بن دغر رئيس حكومة مايسمى بالشرعية اكتشف مؤخرا انه يتوجب عليه فعل شي يمكن الاعتزاز به في تاريخه الاسود . فاختلق مشكلة مع دولة الامارات حول جزيرة سقطرى بناء على نصيحة الاخوان المسلمين الارهابين . فجعل من نفسه محررا للجزيرة .
ففي بيان اصدره على صفحته في الفيس بوك يوم 4 مايو الجاري اوضح فيه ملحمة تحريره لسقطرى بقوله ( وعادت الى حالتها الطبيعية سقطرى... وعاد العلم الوطني يرفرف من جديد فوق الميناء والمطار يحرسه جندي من سحنته تعرف انه ابن سبأ وحمير وقتبان واوسان وحضرموت. ابن سقطرى).
انه بهذه العبارة يبين ان سقطرى كانت محتلة وحصلت على استقلالها.. وان علم دولته المهزومة ارتفع على الجزيرة بعد ان انزل علم دولة الامارات التي كانت محتلة للجزيرة وان جنوده اصبحوا حراسا لذلك العلم.
بل ويقول في عبارة اخرى ( هنيئا لسقطرى عهد جديد من النماء والتطور) وكأن سقطرى كانت محتلة من قبل الامارات لمدة مئة عام وهي سبب تخلف الجزيرة. وبعد تحريرها سوف تشهد عهدا جديدا متطورا.. ستصبح سقطرى هونج كونج العرب.
حاول بن دغر ان يظهر انه حرر الجزيرة من الامارات بعد نضال طويل ومرير ساهم به الشعب كله . فيقول( شكرا لشعبنا اليمني العظيم الذي آزرنا ووقف بثبات يدافع عن الحق دون تفريط او افراط).
ويوحي بن دغر ان الامارات كانت مصرة على استمرار احتلال الجزيرة . ولكنها خرجت منها خشية من مواجهتها عسكريا وعادت الى صوت العقل . فيقول ( شكرا لاشقائنا في الامارات الذين استجابوا لداعي الاخوة والسلام) وهو بهذه العبارة يوكد انه لو كانت الامارات لم تستجب لداعي السلام فانه سيفرض عليهم الاستجابة داعي الحرب.
تفاخرا من ابن دغر ان التاريخ سوف يدون دوره العظيم في تحرير سقطرى . فيقول ( ولنترك هذه الازمة لكتب التاريخ وروات الحديث) وهو بذلك يظهر ثقته بان تحريره للجزيرة سوف يصبح مثار تداول الرواة على مر التاريخ كما فعلوا مع اعمال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ولأن ما قام به بن دغر كان عبارة عن مؤامرة اخوانية واشترك بها عبدربه منصور هادي تصدرها هو. فاننا نجده في موضع اخر من بيانه يوضح بجلاء ان الامارات لم تكن محتلة للجزيرة وانما كانت هناك اشكالية حول ادارتها . فيقول : (لقد تغلبنا على خلافاتنا في ادارة هذا الجزء الغالي من وطننا.. واتفاقنا يقضي بعودة وضع الجزيرة الى وضعها الذي كانت عليه يوم الاثنين الماضي الموافق الثلاثين من ابريل).. وهنا يشير بن دغر دون ان يدري ان سبب الخلاف كانت زيارته المشبوهة للجزيرة وليس الاحتلال الاماراتي المزعوم.
ثم يعترف بن دغر ان الامارات بريئة من تهمة الاحتلال . فيقول ( الامارات منا ونحن منها . هذا الثابت في حياتنا وما عداه متغير وعابر وسقطرى لا احد ينازع اليمن في يمنيتها). انه يعترف بصريح العبارة ان الامارات لم تسع الى منازعة حكومة بن دغر الفاسدة في ملكية الجزيرة.
اذا ما جري في قضية سقطرى هي مؤامرة دنيئة ضد دولة الامارات العربية المتحدة تقف خلفها عدة جهات داخلية وخارجية وكعادته قام بن دغر فيها بلعب دور الكومبارس المأجور.