كثيرة هي طعنات الرئيس المؤقت هادي في خاصرة الجنوب وعدن تحديدا , تتغير قناعات وتحالفات وسلوك دول عظمى بسبب تغير الاحداث والوقائع على الأرض ومجريات الأمور ومتطلباتها , وليس من العيب أن تخطئ ولكن من المعيب تكرار نفس تلك الأخطاء وبنفس المكان, لم ولن تتغير قناعات وتحالفات الرئيس المؤقت هادي مع أشقائه الجنوبيين وقضيتهم فحقده الدفين يأبى ذلك .
فلنحصي عدد عروض المصالحة وفتح صفحة جديدة وتلك المناشدات التي قدمها الرئيس المؤقت هادي للرئيس الراحل عفاش قبل مقتله وكذلك صنع ويصنع مع مليشيات الحوثي , وما مناشدة السفير أحمد علي عبدالله صالح وطارق وغيرهم إلا غيض من فيض , تناسى الرئيس المؤقت هادي فرض الإقامة الجبرية عليه وحصار وإذلاله وقتل عدد من حراسته أمام بوابة منزله بصنعاء ومطاردة أبنائه وأحفاده عندما هربوا من صنعاء إلى عدن , تناسى الطريقة التي فر بها من صنعاء إلى عدن وحالة الخوف والذل والهوان التي عانى منها خلال فترة هروبه .
تناسى ملاحقته من قبل قوات المليشيات الانقلابية إلى محل إقامته في عدن للقضاء عليه من خلال تصفيته جسديا , تناسى أن أول مطالب مليشيات الحوثي وحزب المؤتمر وجميع المكونات السياسية والقبلية والعسكرية هي إقالة الرئيس المؤقت هادي أو نقل صلاحياته لنائب توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية , تناسى أن الرئيس الراحل عفاش قد أقاله من حزب المؤتمر الشعبي العام ولهذا يرفض الكثيرون الإنضمام إليه رغم مقتل عفاش .
الذي لم يستطيع أن يتناساه الرئيس المؤقت هادي هو حقده على شعبه ووطنه الجنوبي والقضية الجنوبية ونكران تلك التضحيات الجسام , وتلك الجماجم التي سقطت لتعيد له مكانته وكرامته كرئيس شرعي مؤقت , وقد كان قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح لاجئ سياسي أو إنساني .