بيان التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) اليوم الرافض للقاء سياسي عقد يوم الأحد الماضي في تونس بين قيادات من المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادات في أحزاب يمنية، أكد أن قيادات الحراك الجنوبي لا تعاني فقط منذ عشر سنوات من العجز في التقدم خطوة واحدة إلى الأمام بل وتعاني أيضا من حالة انفصام نفسي وزهايمر غيب قواها العقلية.
أليس الحراك الجنوبي من طالب بحوار ندي بين الجنوب والشمال؟ ألم يشترط الحراك الجنوبي الاعتراف بالقوى الجنوبية ككيان سياسي في أي مفاوضات تتعلق بتقرير مصير الجنوب؟.
إذن لماذا ثارت ثورة تجمع (تاج) عندما نجح المجلس الانتقالي في فرض إرادة الجنوبيين وانتزاع اعتراف دولي غير مسبوق بالجنوب ومفوضه الانتقالي؟، وإلى متى تصر قيادات الحراك الكسيحة على المماحكة والمساومة بالقضية الجنوبية؟.
وإن كان لقاء قيادات من المجلس الانتقالي بقيادات من أحزاب يمنية في تونس جريمة بحسب بيان (تاج)، فهو يعد في العرف السياسي انتصارا سياسيا بإجبار المجتمع الدولي على اقرار مفاوضات برعاية دولية بين المجلس الانتقالي كطرف جنوبي كامل الندية والأحزاب اليمنية التي تمثل الطرف الشمالي الثاني في اتفاقية الوحدة المشؤمة كخطوة طالما ناضل من أجلها الجنوبيين لتحقيق فك الارتباط واستعادة الجنوبية كامل السيادة.
التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) وبيانه المؤسف ليست سوى جزء من مسلسل اتجار بالقضية الجنوبية مارسته قيادات الحراك على مدى عشر سنوات ولازالت تستمرئ مواصلته بعد أن فشلت طوال عقد كامل من الزمن عن عقد مؤتمر واحد يجمعها وذهب كل طرف منها للارتماء في احضان جهة من الجهات المعادية لجوهر وأهداف قضية شعب الجنوب.
وتوج ذلك المسلسل المخزي لقيادات الحراك الجنوبي بإعلانها الآن في بيان على لسان نائب رئيس المكتب السياسي لمجلس الحراك الثوري (مدرم ابوسراج) بدء الحراك الجنوبي مفاوضات مباشرة مع (الحوثيين) الذين لم تزل آثار جرائمهم قائمة في الجنوب وصواريخهم تقصف المناطق الحدودية الجنوبية وتطال المدنيين الجنوبيين الأبرياء!!.
حوار وتفاوض مباشر بين (الحراك الجنوبي - ومليشيات الحوثي) وحتما ودون أي شك برعاية (قطرية - إيرانية) فأي سقوط بعد هذا السقوط المخزي لمن يصفون أنفسهم بقيادات ومجالس الحراك.
المجلس الانتقالي الجنوبي ياهؤلاء شئتم أم أبيتم قد انتزع بمقاومته المسلحة وتضحيات قياداته اعتراف العالم بالجنوب وقضيته، مستمدا شرعيته من شعب الجنوب الذي فوضه، ويمضى بخطى ثابتة بقيادة الرئيس اللواء عيدروس الزبيدي لإنجاز الملف السياسي للجنوب كامل السيادة بما يتضمنه ذلك من مفاوضات ولقاءات وتفاهمات مع كل الأطراف المحلية والاقليمية والدولية بدعم ومساندة اخوتنا الإماراتيين الذين يثمن الجنوبيين مواقفهم ويرفضون المؤامرات الإخوانية القطرية التي تحاك وتنفذ للأسف بمشاركة أطراف جنوبية لتزييف حقيقة الصورة المشرقة للدور البطولي الإماراتي في الجنوب، وأبدا لن تنجح تلك المؤامرات في استغفال الذاكرة الجنوبية التي تحفظ للقيادة الإماراتية وقواتها المسلحة هبتهم لنجدة الجنوب من براثن الحوثي وإغاثة الجنوبيين وتأسيس جيش وقوة جنوبية ضاربة ومساندة بسط الجنوبيين سيطرتهم على أراضيهم وتحريرها ودعم خطوات المجلس الانتقالي الجنوبي صوب تحقيق الندية والسيادة للجنوبيين.