طالعنا الدكتور أحمد عبيد بن دغر (رئيس حكومة الشرعية )اليوم بخطاب ،أقل مايمكن أن نطلق عليه ب(بالخطاب المؤدَّب )أو (الخطاب المجروح) ،ولعل أحداث (28يناير 2018م)قد فعلت فعلها في تأديب خطاب الحكومة المجروبة ،بعد ضغط المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي ووصولهما لعتبة قصر (معاشيق) لولا أن تدخَّل التحالف العربي والمجتمع الدولي في اللحظة الفارقة ،بالضغط على المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي،وبعد أن رموا (بشماغاتهم وقبعاتهم )بين يدي المجلس الانتقالي وصناديد المقاومة الجنوبية الذين قرعوا بأناملهم ،قبل بنادقهم ،باب قصر (معاشيق) في خطوة جريئة لاستئصال ورم الفساد المزمن المتمثل بحكومة الشرعية .
تدخلُّ التحالف والمجتمع الدولي ،كان القشَّة التي قصمت ظهر الانتقالي والمقاومة ،وجعلتهما على مضض يتوقفان على عتبة باب (معاشيق) وفي الوقت نفسه جعلت التحالف والشرعية والمجتمع الدولي _وبضرورة ملحَّة_يعدلون من وجهة نظرهما للانتقالي والمقاومة الجنوبية وشعب الجنوب كافة ،لتغدو الجنوب وشعبها والمجلس الانتقالي _أرقاماً يصعب تجاوزها بطموحها ومطالبها ،في أي تسوية قادمة ،في نظرهم جميعاً.
من علامات الخنوع والنزول عند رغبة شعب الجنوب بأطره السياسية والعسكرية _في خطاب الحكومة المكلومة ،تلك النبرة الهادئة المستقرة والمبحوحة والتي تنم عن غصَّة شاخصة في حنجرة رئيس حكومة الشرعية، الذي أذاعته فضائية الشرعية اليمنية اليوم ،كما بدت الحشرجة على نبرة خطاب الحكومة والخفوت النام عن وجع حديث النزف .
هذا من جانب طلَّة الحكومة بعد الأحداث الأخيرة بعدن،أما من حيث علامات التأديب والتهذيب في لغة الحكومة ،فأن ثمة مصطلحات دأبت الحكومة المجروبة على لفظها ،تم قصَّها من معجم الحكومة ك(الوحدة اليمنية)و التي استعاضت عنه بمصطلح (اليمن الاتحادي )ثم مخرجات الحوار .
ومن خلال مسحة تحليلية للخطاب كاملاً ،فأن نبرة من الأدب والتهذيب اجتاحت لسان الحكومة ،والتردد والتلكؤ والتوجُّس خيفةً، في اختيار وانتقاء الألفاظ،وهذا ما لم نعهده على هذه الحكومة الطريدة التي تنداح النتانة من لسانها منذ تولَّت السلطة.
أما من حيث ملابسات ديباجة الصورة والتصوير ،فثمة علامات خنوع بادية ،ومنها أن علم وراية (الجمهورية اليمنية )بدا ملفوفاً بحذر شديد ،وكأن هناك توجسَّاً من مطَّه ومدَّه ،ليبرز بوضوح كالعادة ،وعن نفسي لم أميَّز وجود مثلث أزرق ونجمة حمراء على تلك الراية الملفوفة بغموض وحذر_من عدمه في المنطقة التي تميِّز راية وعلم الجنوب عن راية وعلم الجمهورية اليمنية التي انفرط عقد صلتها ميدانياً بعد_ تأسيس المجلس السياسي في صنعاء والمجلس الانتقالي في عدن باتجاهين متضادين .
لذلك مهما حاولت الحكومة والشرعية اليمنية ،أن تبدو تماسكاً بحجة إغراء المقاولة الشمالية كي تنتقل من حرب (التباب والتبَّة) الإعلامي الترويجي الاستنزافي للتحالف وأنصاره_إلى خطوات متقدمة باتجاه صنعاء_مهما حاولت ذلك الحكومة المجروبة ،فأنها على الأقل ومن وجهة نظر الانتقالي أشبه بعصا سليمان (عليه السلام) الذي لايحتاج سوى نسمة ريح أونفخة هواء من رئة الانتقالي والمقاومة الجنوبية ليخرَّ المتكئُ عليه للحضيض.
#بدر_العرابي.