تحريف للأحداث، وحرف للحقيقة عن مسارها ، ونقل صورة مغايرة لمجريات الأحداث على الأرض، وتشويه الفعل الثوري الجنوبي، ونشر الشائعات والأكاذيب التي تستهدف كل ما هو جنوبي، ودس السموم، والتلفيقات، والمغالطات في محاولة لضرب الإنتصارات والمكاسب الجنوبية المحققة، والأخطر من ذلك هو صنع المكائد، ونصب الكمائن مع سبق الإصرار والترصد لإشعال نار الفتنة بين أبناء الجنوب... كل هذه الأعمال الدنيئة الحاقدة لم تعد مبهمة، بل إنها صارت واضحة المعالم وتقف خلفها الماكينة الإعلامية الضخمة والممولة محليا وخارجياً .. هذه الماركة اليمنية المسجلة والتابعة لحزب الإصلاح (إخوان اليمن) باتت توجه سهامها المسمومة وبعلانية ضد الجنوب وأبنائه وقضيته.
فهناك العشرات من القنوات والإذاعات الشمالية، وطابور طويل من المواقع الإخبارية الإلكترونية، وكتائب من السياسيين والصحفيين والنشطاء الذين يظهرون في القنوات أو يتواصلون مع المنظمات الدولية، والآلاف من مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي (وكثير منهم بأسماء جنوبية)، يتخندقون في جبهة واحدة وبجهود موحدة ووفق تعليمات معينة، مستغلين تواجدهم تحت مظلة الشرعية ليعادوا الجنوب وأبناءه وقضيته العادلة، مع تركيزهم على قلب الجنوب "مدينة عدن" وأبنائها وساكنيها.
فيا أبناء عدن والجنوب.. إعلاميين.. نشطاء.. سياسيين .. أكاديميين.. إنهم قد بلغوا ما هو أعلى من مرتبة الفجور في معاداتنا، وبكل استهتار يقولون إن هذا من أجل الوطن والأخوة، فعن أي وطن وأخوة يتحدث هؤلاء الذين يزدادون في فجورهم وعدائهم ضد الجنوب وأهله، وعدن وأبنائها تحديداً، حين تتحقق مكاسب أمنية أو سياسية.. والشاهد من ذلك أحداث عدن الأخيرة وذلك الكم من الكذب والتحريف والتشويه والمغالطة التي مارسوها.. لاحظوا أنهم ركزوا معظم جهودهم الإعلامية للتحريض على الفتنة وروجوا لها وحاولوا تأجيجها وأرادوا أن يوقعونا في محرقة الاقتتال والفتنة، ودفعوا بقواهم السياسية والعسكرية لتفجير الوضع، ولكن بفضل الله ثم بفضل الرجال الشرفاء فشلوا وانتصر الجنوب.
يا أبناء الجنوب وعبر منبر «الأيام» نقول لكم إن الصمت عار.. فشمروا سواعدكم للدفاع عن الوطن ومكتسباته، وعن أمنكم وأنفسكم من هذه الآلة الإعلامية المضللة.. وأنا هنا لا أحرضكم، أو أدعوكم للرد بالمثل، لا والله، بل إنها دعوة لكي ندافع عن وطننا وشعبنا وقضيتنا ومكتسباتنا بالكلمة الحقة والمعلومة الصحيحة، وفتح قنوات تواصل داخليا وخارجياً، وتفعيل النشاطات والفعاليات والبرامج التوعوية التي تعزز السلم الاجتماعي وتنشر المحبة والوئام بين أبناء الجنوب خاصة، والاحترام والتقدير المتبادل مع الآخرين.
علينا أن نحرص على تحصين أنفسنا من كيد الأعداء.. ورسالتنا لمن يساند تلك الآلة الإعلامية الحاقدة من أبناء الجنوب - بقصد أو بدون قصد - أن اصحوا وراجعوا أنفسكم وضمائركم، فلا تكونوا في صف من يريد لمجتمعكم ووطنكم شرا ويسيء لكم ليل نهار.. فإن لم تنتهوا فعلى الأقل لا تضروا إن لم تنفعوا وطنكم وناسكم.. وليكن في معلومكم أنهم سيفشلون كما فشلوا في مراحل كثيرة.