ذهلت من ذلك المستوى الأخلاقي والقيمي الهابط الذي وصلت إليه بعض من تلك الأقلام و الأبواق غير المسؤولة وخصوصا الجنوبية منها , وألتي أنبرت بشراسة بعبارات التخوين لهاني بن بريك بسبب ترحيبه وتأمينه لوصول أسرة الرئيس الراحل عفاش إلى عدن , لنختلف مع بن بريك أو مع غيره ولكن بصورة موضوعية وبنقد بناء وليس من أجل تصفية حسابات سياسية على حساب قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة والتي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف .
كان رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يحث قادة الجيوش والجنود الفاتحين بتجنب قتل النساء والأطفال والشيوخ وحتى قطع الأشجار , بتلك الأخلاق والقيم و الممارسات والمعاملة الحسنة دخل الأعداء قبل الاصدقاء في دين الله أفواجا .
أن تستغل ظروف إنسانية قاهرة لتوظيفها سياسيا أعتبره خطأ فادح من قبل فاعليه وإساءة بالغة لقائليه , أطفال ونساء وكهول وشباب لا ذنب لهم سوى أنهم من أسرة عفاش أوحتى الزنداني أو علي محسن الأحمر فروا من القتل و التنكيل و البطش من حلفاء الأمس أعداء اليوم , هل تريدون منا أن نحملهم وزر أبائهم , ألا نستطيع حتى تقبل مرورهم بسلام من أراضينا وبدون ضجيج إعلامي رخيص , هل تريدون منا أن نصل إلى ماوصلت إليه أخلاق وممارسات مليشيات أنصار الحوثي والتي ننتقدها ليل نهار , هل تريدون منا منعهم من دخول أراضينا أم تريدون التنكيل بهم وسجنهم وندخل في دوامة العار والوجه الأسود أبد الدهر , سيعاني الحوثي وقبائل صنعاء أبد الدهر من عارهم الذي أقترفوه وخصوصا الركض وضرب النساء بميدان السبعين وإنتهاك حرمات البيوت .
لا أعلم ماسبب هذا الانحطاط الأخلاقي الذي وصلنا إليه في هذا الزمان , ألا نستطيع التعلم من تأريخنا الإسلامي و العربي الغني بهكذا معاملة حسنة لأناس مستضعفين مستهدفين خائفين ومستنجدين بنا , البعض صار ينعق ليل نهار فوق رؤوسنا كغراب الشؤم ومع الأسف الشديد يجد بعض الأذان الصاغية لذلك النعيق المزعج والمقرف .
البعض يستمتع دائما بالاصطياد بالمياه الراكدة العفنة ويظن بأنه يصطاد بمياه المحيط النظيفة وبأنه صياد ماهر وذكي , عندما تكون هناك دواعي أمنية كالتي حدثت بصنعاء مؤخرا وشهدت موجة نزوح كبيرة لعدن , من الطبيعي تشديد الإجراءات الأمنية لعدم تسرب الخلايا النائمة أو العصابات الإجرامية أو الجماعات الإرهابية إلى داخل أراضينا , عشرات الآلاف من أبناء المحافظات الشمالية متواجدون في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية ولم يتعرض لهم أحد بسوء إلا بحالات قليلة ونادرة , ويعيشون بقلب أحيائنا السكنية بكل ود وإحترام وترحاب .
أتمنى من تلك الأقلام المريضة و المحرضة للعنف ولتمزيق النسيج الإجتماعي وإشاعة الفوضى و أصوات النشاز أن تتقي الله في نفسها وفينا فالوضع لا يحتمل المزيد من ذلك , ويكفينا مافينا من مصائب و متاعب بسبب مافعله السفهاء منا .