زعماء اللقاء المشترك الحذق والمقيتون والذين لا تصدق وعودهم وتحذيراتهم أبدا, أغضبتهم قائمة الرئيس هادي واختياراته للشباب والنساء ولم يغضبهم مثلا تجاهل الرئيس هادي النقاط الـ 20 , أو اعتماد الأدوات الأمنية مجددا في الجنوب بدلا من معالجة المظالم ورد الحقوق...
فوضوه أولا, ورفعوا إليه القضايا كافة, العالقة وغير العالقة, ومنحوه نحو 60 مقعدا, وتركوا له الحق في تقرير حصة الحراك وتحديد من يشغلها, ورفعوا إليه, هم وليس أي طرف آخر, قوائم الشباب والنساء, والآن فقط, الآن وقبل ساعات من افتتاح مؤتمر الحوار الوطني يطلقون صيحات ارفض والتحدي.
يا لها من صغائرية وخفة!
يقولون في بيانهم الأخرق إن قائمة الرئيس "أخلت بالمعادلة السياسية الوطنية [نعرف جيدا ما هي المعادلة السياسية التي يتحدثون عنها والتي تكاد تدفع بنا إلى الهاوية], وأنها_ أي القائمة الرئاسية_ تصب في صالح طرف بعينه. وتضعف مكانة ووزن الشباب والمستقلين."
المشترك المقيت يتباكى على الشباب والمستقلين, وهو العدو المبين لهم أثناء الثورة الشعبية الشبابية وبعدها, ولحقهم في التمثيل في المؤتمر وهيئاته.
بل إن أعضاء أحزاب المشترك, وبخاصة الإصلاح, هم أكثر من انتحل صفة مستقلين, شباب ونساء, في اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني وفي قوام المؤتمر.
المشترك, إلى ذلك, هو الطرف الرئيسي الأول مكرر في المبادرة الخليجية, وهو الطرف الذي ركب موجة الثورة الشعبية ثم احتكر قرارها, وسخر من شبابها لأنهم لا يفقهون في السياسة ومعطياتها, وزاد أن وعد بتحقيق أهداف الثورة بالسياسة, وأخرج قادته ألسنتهم للثوار النبلاء, قائلين: ازحفوا إلى القصر إن استطعتم إليه سبيلا أما نحن فإلى الرياض ذاهبون".
وهو الطرف الأول مكرر في عملية التحضير للحوار الوطني التي من شأنها جذب الفرقاء الآخرين إلى الحوار, لكنه هنا في بيانه الكاشف عن سوء طويته, ينسف صدقية كل التطمينات التي يغري بها الأطراف الأخرى من خارج المبادرة بشأن التوافق والأغلبيات الخاصة في التصويت التي تمنع هيمنة طرف أو أطراف على المؤتمر وفرق العمل.
يشغلون الرأي العام بهذه "الطنطنات الحوارية" عشية المؤتمر من أجل حفنة مقاعد, ماذا سيفعلون في قادم الأيام في حال لم تحظ مقترحاتهم الفذة بأغلبية ال90%؟
* سامي غالب : ناشر ورئيس تحرير صحيفة النداء الموقوفة