انتظرناكم كثيرا لتصفوا قلوبكم ولم تزدادوا إلا أحقاداً وضغائن.. كل طرف مخبئ للآخر مؤنا وذخيرة وعبوات وكمائن، وتفتكرون أننا لا نستطيع أن ندرك ما بحجوركم من دسائس ومكائد لبعضكم البعض.. قليلٌ من الحياء يا هؤلاء!! لقد سئمناكم وسئمنا ألاعيبكم وتدليسكم على بعضكم، فأنتم كما كنتم وستظلون إلى أبد الآبدين على هذه الشاكلة والشكل. إذاً.. فما ذنبنا نحن نسير ونتجول ولا ندري متى سنموت وبأية لحظة؟! وإذا كان الموت في سبيل الوطن فحيا به وسهلا، ولكن أن نموت من أجل أهوائكم ورغباتكم من المناصب والفيد فهذا لا يجوز، وإذا كانت هذه هي مآربكم فأسأل ربي أن يحيق بكم جزاء مكركم السيئ، “ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله”.
إذاً.. تقاتلوا سريعا كي نرتاح بعدها، خذوا خمسة أيام أو عشرة، وسنصبر، لكن بعدها اتركونا نرتاح ويكفينا ما عانينا بسببكم، وقد تعودنا على حقدكم لبعض، ومصائبكم تنعكس علينا ومن نصيبنا في عدن !! ولو كان لديكم قليل من الرؤيا والبصيرة اقتلوا بعضكم في مكان بعيد خارج عدن، فيكفيها ما أصابها من بعدكم منذ الاستقلال من أرحم استعمار في العالم. وعفوا شهداءنا الكرام، وما قلنا هذا إلا بسبب من جاء بعدكم إلى يومنا هذا وما عانيناه منهم.
ولا أدري لِمَ لا تقتتلوا في أماكنكم أو في أية صحراء وضاحية قريبة من عدن، كهيجاء عِمران أو صلاح الدين أو سهل العماد، وبوادي دوفس بأبين أو في الحرور أو في هضبة العند.
هذا - باختصار - ما يرغب كل الطيبين في عدن أن يقولوه لكم لما رأوه منكم من إصرار كبير على الاقتتال فيما بينكم.