منهجية التخلي عن الاستقلال

 ♦ان المتعارف عليه في اي مجتمع وجود سلطتين أولاهما :

سلطة سياسية وهذه لها السيادة وفرض القانون واستخدام القوة  وهي من اختصاص دولة ذات ولاية

 وثانيهما:

 سلطة مجتمعية  تندرج تحتها مسميات السلطة الاجتماعية من أسرة وقبيلة  وجمعيات الخ ويمكن إضافة سلطات مجتمعية أنتجها المجتمع للدفاع عنه المقاومة ،  وهيئات أنتجها المجتمع  للتعبير السلمي عن هدفه في الاستقلال من هيئات ومكونات ومجالس الخ فهي تأخذ شرعيتها من التخويل المجتمعي ومدى اتساع قاعدته .

♦ لكنها ليست سلطة سياسية ولا تملك تخويلها وليس من مصلحتها استخدام القوة لفرض ذلك فهي مازالت تعبير مجتمعي وليس سلطة سياسية ولا يندرج تحت مسماها مشاركة أفراد منها في مستويات السلطات المحلية مع السلطة السياسية فقد اتضح ليس له من هدف إلا حرقها سياسيا والاجهاز على مشروعها   وتحميلها وزر ومسئولية واخطاء ليست مسؤولة عنها

♦ يردد البعض بأن الشرعية سلمت الجنوب للحراك والحقيقة أن الشرعية سحبت برضاها أو بدونه كل أدوات القوة التي تفرض الأمن والاستقرار وتنفذ القانون وتركت المجتمع بدون حماية إلا من حماية سلطات مجتمعية فرضها مقاومة الاحتلال الحوثي مقاومة غير منظمة مؤسسيا وهيكليا  وأيضا سمحت بشراكة تحت السيطرة لعناصر من الحراك والمقاومة في السلطات المحلية بينما ظل القرار السياسي  والادارة التنفيذية  على الخط المضاد ، وكلام عن إدارة مستقلة عن القرار والتوجيه السياسي مجرد تدليس وكذب على الناس 

♦الفوضى المتعددة التي  صارت  بعد طرد الحوثي في  الجنوب الهدف منها انكشاف السلطة المجتمعية بينما مستوى سلطتها لايصل إلى إدارة أمن المجتمع واستقراره وخدماته ، عدا إعادة نغمة المناطقية والقبلية لكي  تتم إعادة صياغة قناعات الناس واستدراجهم إلى مشاريع دون الاستقلال ، وهذا  موروث سلطوي من موروثات الطغيان على مر التاريخ  لاتختلف فيه الا الاساليب من عصر الى آخر

 ♦جرت العادة عندما يموت الملك في فارس في عصورها القديمة أن يترك (بضم الياء) الناس خمسة أيام بغير ملك وبغير قانون بحيث تعم الفوضى والاضطراب جميع أنحاء البلاد وكان الهدف من وراء ذلك هو أنه بنهاية هذه الأيام الخمسة وبعد أن يصل القتل والسلب والنهب والاغتصاب إلى أقصى مدى فإن من يبقى منهم على قيد الحياة بعد هذه الفوضى الطاحنة سوف يكون لديهم ولاء حقيقي وصادق للملك الجديد بعد ان تكون تجربة الفوضى وغياب أي شكل للدولة  قد فعلت فعلها في المجتمع ولم يعد يطلب إلا الأمن !!

♦بعبارة أخرى صنع حالة متعمدة  لانكشاف المجتمع    لتفكيكه وإعادة تشكيله عبر تغيير قناعاته والسير به في مشروع وحدوي على قول الصنعاني (ديمه خلفنا بابها)  هذا المشروع الوحدوي "  بالحله الجديدة" لم يكن الناس في الجنوب ليرضوه بل يقاومونه بكل الوسائل في وضعهم الطبيعي لكن عبر الفوضى يريدون للناس أن تصل إلى قناعة بعدم جدوى استقلال الجنوب ويصبح الأمن والاستقرار هو الهدف تحت أي عنوان للدولة

♦الهدف واضح جلي  ان يتخلى الناس في الجنوب عن مشروع الاستقلال من خلال عدم الأمن والاستقرار ومن خلال شيطنة رموزه وتشتيت قواه

♦ هذا ما يدور في الجنوب برضى وتخطيط الشرعية وتحالف احزابها وكذا ودول التحالف أم  من غير رضاهما.