كثر الكلام المسموم في هذه الايام من قبل اللئام عديمي الضمير مستخدمين في ذلك ما لديهم من وسائل للإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة .
لا يهدف من لا ضمير حي لهم من بث كلامهم المسموم في هذه الايام إلّا الى تمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي وضرب وحدتهم والنيل منها، والمساس بمبدأ "التصالح والتسامح" الذي عقد العزم الجنوبيون على إرسائه فيما بينهم، والى النيل من كل منجز ومكتسب حققه الجنوبيون خلال مسيرتهم الثورية .
ولقد حقق الجنوبيون في ثورتهم التي قادها الحراك الجنوبي في العام 2007م، بفضل من الله اولا ثم بفضل إرادة الشعب الجنوبي ومهارة القادرين من ابناء الجنوب فرسان السياسة ثانيا، الكثير من الانجازات التي اصبحت مكتسبات لا ينبغي التفريط فيها من قبل اي جيل من اجيالها القيادية. وجدير بنا هنا ان نذكر البعض منها على الصعيدين السياسي والاجتماعي؛ فاما على الصعيد السياسي فقد تحققت الكثير من الانجازات منها - لا الحصر - صدور عدد من القرارات الدولية اهمها القرار "2140" الذي اعتبر الحراك الجنوبي حاملا رئيسيا للقضية الجنوبية وغيره من القرارات الدولية الخاصة بالشان اليمني، كما ان هناك انجازات تم تحقيقها خلال فترة مؤتمر الحوار الوطني تتمثل في الانتقال بعملية التفاوض الى مرحلة الندية بين الجنوب والشمال من خلال فريق ال (8 8)، وهناك ايضا الكثير من الوثائق والقرارات لاينبغي التفريط فيها ويجب اعتبارها مستمسكات للانطلاق من خلالها في اي عملية تفاوضية بشان اي تسوية سياسية قادمة في الملف اليمني .
واما على الصعيد الاجتماعي فأن "لتصالح والتسامح" الجنوبي الجنوبي الذي أُسِست بنيانه في جمعية ردفان الخيرية بعدن في يناير 2006م، وكان بمثابة الارضية الصلبة التي سارت عليها ثورة الجنوب بقيادة الحراك الجنوبي في العام 2007يعتبر اهم وابرز الانجازات التي تحققت على هذا الصعيد إلّا انها بدأت تظهر اليوم الكثير من المنغصان التي نعتبرها تهديدات خطيرة من شأنها ان تعمل على تدميره فلا ينبغي الاغفال عنها ويجب العمل وعلى وجه السرعة في وضع التدابير الوقائية لحمايته وتحصينه منها، وتتمثل تلك التهديدات في الكثير من الممارسات الشاذة التي يقوم بها الكثير من الخبثاء ويعينهم عليها الكثير من الجهلاء والسذج الاغبياء لضرب وحدة الجنوبيين، ومن تلك الممارسات الشاذة الكثير من السلوكيات التي اعتاد على ممارستها اناس بلباس العسكر و تظهر بأشكال كثيرة من اشكال البلطجة وصلت في كثير من الاحيان الى القتل وسفك دماء الناس، كما تُمارس عمليات الابتزاز للناس في نقاط التفتيش وغيرها من الاماكن التي تجوبها الاطقم والاليات العسكرية التي لا نعلم ولا يعلم اكثر الناس لمن تبعية الكثير منها وتتحرك بصور استفزازية و"عنجهية" مقززة في اي وجهة تقصدها، من مطاعم واسواق للقات وحتى في زفّات الاعراس.
وهناك على مختلف منصات التواصل الاجتماعي ظهرت ظاهرة اشد خطورة على " التصالح والتسامح"من ذي قبل وهي ظاهرة التراشق بالاتهامات والتخوين والسب من خلال حملات ممنهجه اكثرها مدفوعة الأجر يقوم بها افراد مأجورين عن طريق جر مرتادي منصات وشبكات التواصل الاجتماعي من ابناء الجنوب الى سب وشتم وقذف وتخوين بعضهم البعض.
ولو دقق العقلاء في ذلك لبرزت لهم اسماء ورموز ودوائر معينة هي من تقود تلك الحملات الشرسة، ولو دققوا فيما يرد من منشورات لعرفوا الهدف منها، وكما يقال اذا عرف السبب بطل العجب، حينها سيتم وضع التدابير وتحديد وسائل المواجهة المناسبة وسيتجاوز الجنوبيون ونضالاتهم وثورتهم تلك المخاطر والتهديدات ويتفرغون لوضع الاستراتيجيات لتحقيق المزيد من النجاحات لقضيتهم العادلة .. ما لم فعلى الجنوب - ارض وانسان، وتاريخ وانتصار، وثورة وثروة - السلام .. والسلام على من سمع الكلام واعتبر من سِيَر الانام .
*- بقلم : خالد العبد عمر