الجنوب عاد إلى أهله ولكن

2017-08-04 13:33

 

كنا نكتب في هذه الصحيفة «الأيام» صاحبة الصيت الطيب، وكان رئيسها الأستاذ / الشهيد هشام باشراحيل رحمة الله عليه، يشجع الكتاب

والصحفيين على الكتابة ضد الظلم والطغيان، وعلى مناصرة المظلومين، كنا نكتب ضد الاحتلال اليمني، وضد هيمنته على شعب الجنوب وأرضه وضد القمع أيضا، من قبل هذا الاحتلال دون تحفظ.

 

وكانت هذه الصحيفة ورئيسها هشام رحمة الله عليه كان شغلهم الشاغل هو نجاح (القضية الجنوبية) والاهتمام بها، وهذا الاهتمام سبب وجع لعلي عبدالله صالح ونظامه، وقد عانت هذه الصحيفة ورئيسها آلاما كثيرة بسبب مؤازرة ومناصرة الحراك الجنوبي، دمرت مقراتها ومعداتها وسجن حارسها المناضل المغوار المرقشي ولايزال حتى اليوم في سجون التخلف والظلم في صنعاء، واستشهد رئيسها هشام كمدا نتيجة لما حل بهم من ظلم من قبل نظام صالح وأعوانه.

 

اليوم عن ماذا نكتب، الجنوبيون هم من يحكمون الجنوب، وهم من يملكون القوة، وهم الكل في الكل، وهم الناهون والمسيطرون على أمن المناطق المحررة من أرض الجنوب مع مشاركة ضيوفنا من الأشقاء من دول التحالف العربي، لكن السؤال هنا والذي لازال في أذهاننا، هل يوجد ظلم لايزال جاثما على هذا الشعب في ظل حكم الجنوبيين اليوم مثل السابق، وهل في خوف على هذا الوطن وشعبه أيضا، ومن أين يأتي هذا الظلم إن وجد وهل هؤلاء الحكام، أفادوا شعبهم ووطنهم بعد أن أمسكوا بزمام الأمور، أم أنهم ذاهبون وسائرون على نهج سلفهم اليمني، بل ربما يكون حكمهم الأفظع ظلما.. الشماليون رحلوا بسلبياتهم، ولن يعودوا مرة أخرى إلى الجنوب، وبقي علينا كيف نستطيع أن نستفيد من تلك السلبيات ونصححها.

 

كان المواطن الجنوبي يتعرض للإهانة من قبل جنود الأمن المركزي في نقاط التفتيش، وفي كل مكان، وكان المواطن الجنوبي درجة ثانية في المواطنة عندهم، نحن لانريد قوات مبعثرة، ولانريد مظاهر مسلحة، ولا نريد عودة سيناريو الماضي السيئ، ولانريد استعداد دائم للحرب في ما بيننا كجنوبيين، ولا نريد هيمنة وتعسف، قد سئمنا من هذا كله.. نريد تنمية للمشاريع، وخططا لتطوير الاقتصاد في المستقبل حتى وإن كانت البلاد لاتزال في حرب، كل وله مجال في العمل، نريد خطاب متوازن لا خطاب للتأجيج.

 

الجنوب عاد إلى أهله ولكن ! هناك مظاهر تخيفنا من الجنوبيين أنفسهم خاصة ممن يتبوأون المناصب مظاهر، مسلحة مالها داعي، جيوش متعددة موقعها غير عدن، سيارات مسؤولين مسلحة مسرعة دون مبرر، الشوارع لا تخلو من حملة السلاح، تنافر وتغذية صراع جديد بين أبناء الوطن الواحد والسبب القادة بعدم التفاهم في مابينهم.

 

أسئلة كثيرة ومحيرة لن نحصل على أجوبة لها بعد أن تنفسنا الصعداء من احتلال كان جاثما على صدورنا، و لولا فضل الله ثم فضل إخواننا من دول التحالف العربي وفضل رجال المقاومة أيضا، لكان هذا الاحتلال باقيا في أرضنا لامحالة. قضيتنا واحدة، ومصيرنا واحد، والوطن كبير، وواسع، والتهميش مايفيد، والتخوين غير مجد، واليوم ليس الأمس، وطالما الأمر كذلك فلابد من الحوار الأخوي في مابين الجنوبيين قبل فوات الأوان.

 

هذا مصير أمة ووطن غالٍ، كنا نسعى إلى أن ننال شبر منه، اليوم الحمد لله تحقق لنا جزء مما نصبو إليه من هذا الوطن، حافظوا عليه لاتحاولوا تدميره من جديد.

 

قد مرت تجارب بناء كثيرة وهي كفيلة بأن نصحح كل سلبيات الماضي إن كانت لدينا عقول تدرك ماحولنا، وماتتطلبه المرحلة اليوم في تطوير بلادنا وأهمها السكينة العامة والإخاء والمحبة في مابيننا.