آن الآوان كيمنيين جنوبيين أن نفكر و نتعامل مع الواقع و الأحداث و المتغيرات بفكر ناضج و منفتح وبدون تفريط للمبادئ و الأهداف , تتعدد الوسائل و تختلف وتبقى الوجهة الأخيرة هي الهدف المنشود تحقيقه .
من لا يتغير هو الجماد فقط , أما الإنسان فهو معرض دائما للتغيير في أفكاره و قناعاته و تحالفاته بسبب الأحداث و المتغيرات على أرض الواقع والتي تجبرك على التعامل بحكمة و نضج للخروج من تلك المنعطفات الخطيرة منتصرا لا مهزوما , ليس معنى التغيير بأسلوبك و تحالفاتك بأنك هزمت أو تنازلت أو خنت مبادئك و أهدافك , من يخون المبادئ و الأهداف و القيم هو من يزج نفسه و شعبه في المهالك و المشاريع مضمونة الفشل .
كنت شخصيا من أنصار الوحدة اليمنية إلى قبل غزوا جنوب اليمن من قبل المليشيات الانقلابية , تغيرت قناعاتي و أفكاري و طريقة تفكيري بالوحدة بعد الغزوا , و أصبحت إنفصالي متعصب بسبب ذلك الغزوا العسكري البربري الحاقد الدموي الغاشم لجنوب اليمن , بدون أسباب أو مسببات حقيقية أو منطقية قتلونا ولم يفرقوا بين صغير أو كبير أو إمراة , وكانوا يستمتعون و يتلددون بعمليات قنصنا من على أسطع البنايات المرتفعة , شردونا و حاصرونا و جوعونا و دمروا حتى المدارس و المستشفيات و المنازل و المساجد وغيرها وكانت هذه المرة من أجل إحتلالنا بالقوة العسكرية المفرطة لا دفاعا عن الوحدة اليمنية , الرئيس الشرعي هادي وحدوي حتى النخاع وموجود بعدن بأمان وسلام منذ فترة بعد هروبه من صنعاء لعدن ولا عذر لهم هذه المرة , خاطبت نفسي بأني كنت أنا المخطئ طوال تلك الفترة المنصرمة وليس الحراك الجنوبي الذي كان المحق فعلا .
لن تنتصر القضية الجنوبية مطلقا بدون دعم إقليمي و دولي , لن تقف معنا دول الإقليم و العالم إن كانت رؤيتنا و طريقة طرحنا تخالف إرادة و مصالح تلك الدول , لا نتملك أي مقدرات أو ثروات تساعدنا لوحدنا بالعيش الكريم بالمحافظات الجنوبية وبدون مساعدات خارجية حاليآ , وحتى نفطنا المتواضع سيكون نقمة علينا وليس نعمة بسبب ماقد ينتج عنه من صراع بين الاشقاء الاغنياء و الفقراء في جنوب اليمن , سيحاربنا العالم وسيسحب شركات نفطه ولن يشتري منا النفط كعقاب لنا على تمردنا و تغريدنا خارج السرب , ليس معنى ذلك التخلي عن الهدف ولكن المقصود به التغيير في طريقة تفكرينا و تحالفاتنا مع مايتناسب مع الواقع و متغيراته للوصول للهدف الأسمى المنشود , ستتغير قناعات و أفكار دول الإقليم و العالم وطريقة تعاطيهم مع قضيتنا وسيتبنون قضيتنا العادلة متى ما رأوا منا طرح عقلاني وواقعي قابل للتنفيذ حتى لوكان على مراحل .
سعيد جدآ بهذا المجلس الجنوبي الإنتقالي الذي وحد غالبية الجنوبيين , و أسعدني أكثر النضوج الفكري و العقلاني لأعضائه وسيتجاوز المجلس مستقبلا أي أخطاء أو هفوات , ويجب عدم المغامرة بمجلسنا الإنتقالي و تحميله مالا يستطيع حمله , أو الزج به في معارك خاسرة لتوريطه و سحقه فالكثيرين يتمنون فشله .