الجنوب العربي ..إلى الحرية والاستقلال

2017-07-16 06:47

 

بعد تجربة الوحدة اليمنية التي حاول الشعب اليمني تأسيسها في التاريخ الحديث والتي تم نحرها بيد فئة أو قبيلة أو أسرة أمسكت بشكل مبالغ فيه بكل مقاليد السلطة والثروة حتى أصبحت أرقام أرصدتها فلكية قياسا إلى شعبين كانا يحلمان بتحسين مستوى معيشتهما بشكل بسيط ..!

وعندما ثار الشعب اليمني عام 2011م لتصحيح مسار الوحدة  شنت القوى الغاشمة الحرب عليه  ثم قامت تلك العسكرية الكهنوتية بتدمير الجنوب حتى بلغ أقصى درجات التدمير والتخريب إمعانا ونكاية بشعب حر أبي ..نزل إلى الساحات مدافعا عن وطنه و ينشد الحرية وفك الارتباط .

 

فشل مفهوم الأقاليم للدولة الاتحادية في اليمن قبل أن يولد و لازالت " الشرعية " ترفعه عنوانا لها كحل مستقبلي اختزلت فيه كل مشاكل اليمن وقد تجاوزته الأحداث منذ دحر قوات الحوثي وصالح وطردها من الجنوب .. وأصبح فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية بحدودها قبل عام 1990 م هو خيار شعب الجنوب .. بعد أن عانى المرارة والقمع والألم منذ عام 1994 م وحتى 2015 م بل ولازال يعاني حتى اليوم من ترد متعمد للخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وصحة ورواتب الخ ..

 

في ظل صمت فاضح من حكومة الشرعية مما عمق الشعور في الجنوب بالغبن بعد أن تأكد  لهم أن الحرب هي حرب الشمال ضد الجنوب .. حيث تحول كل الجنود الذين أعلنوا ولائهم لشرعية الرئيس هادي إلى حلفاء لمليشيات الحوثي صالح . كما تحول من كانوا يعملون في الجنوب من أبناء المحافظات الشمالية مثل : أصحاب المحلات التجارية والأكشاك والأعمال الحرة والذين شكلوا خلايا نائمة دمرت الكثير من الروابط وأواصر الود التي كان يكنها لهم أبناء الجنوب !!

إضافة إلى ما كانوا يشاركون فيه من عمليات انتحارية وإستخباراتية للدواعش والقاعدة أدوات صالح التي زرعها سابقا في الجنوب وأخذت تتفجر بين الحين والآخر لزعزعة المناطق المحررة في الجنوب !!خاصة وان من يقود تلك الحرب عناصر ومليشيات لا أخلاقية مأجورة منزوعة الولاء لا يحملون أخلاق وآداب الحروب .

 

إن أخطر ما يواجه الجنوب اليوم هو تعدد المنابر السياسية واختلاف الرؤى والمواقف بين القوى التي تعمل على استعادة الدولة الجنوبية .

إن تعدد المنابر الجنوبية تضعف من مصداقية وجدية القضية وخاصة وان تلك المنابر لا تتحدث بصوت واحد وهناك من يدعو للفيدرالية بين الشمال والجنوب وهناك من يصر على الانفصال بالإضافة إلى أصوات متناقضة ومتباينة نسمع صراخها بين الحين والآخر تحاول تمزيق اللحمة الجنوبية وانقساماتها وتبعيتها لحزب الإصلاح والمؤتمر وأدواتهما من الدواعش والقاعدة وهذا يطهر بوضوح تردي الحالة الأمنية في محافظات الجنوب وخاصة عدن حيث أن الجنوب لم يهنأ بيوم واحد من الاستقرار منذ عام 67 م وحتى اليوم حيث سحقته الانقلابات الدموية للشيوعيين أتباع موسكو والصين والقوميون العرب والبعثيون الذين نشروا الدمار في البلاد ودفع شعب الجنوب ثمن حماقاتهم وغطرستهم منذ الاستقلال وحتى اليوم !!

بالإضافة إلى هذا كله هناك من يسعى من أبناء الجنوب   لتمزيق المحافظات الجنوبية نفسها وتقزيمها وتفتيتها إلى كيانات مناطقية وقبلية !!

 

كل ذلك يتم في غياب وصمت فاضح للأحزاب والشخصيات الجنوبية التاريخية التي تراجع دورها الوطني و تقوقعت على نفسها  وبقيت مترددة بين حسابات الربح والخسارة  لمصالحها الشخصية  قبل المصالح الوطنية

وفي ظل هذا الموج المتلاطم تأكد لشعب الجنوب أنه بقي وحيدا يواجه  تلك الحروب المستمرة التي تشن عليه منذ عام 1994 م وهي في الأساس  لم تكن ذات قيمة وطنية بل كانت للهيمنة والسيطرة على مقدراته لوضعه تحت الاحتلال من جديد لعقود قادمة ..!

 

وفي الوقت نفسه غاب عن تلك العصابات الغازية أن الجنوب قد تغير وأصبح شعبه الحر يدرك أن الساسة والعملاء والخونة ليس هم من يصنع التاريخ والأمجاد بل الشعوب المغلوبة على أمرها هي من يضع حدا للهيمنة والتسلط وهي من تصنع تاريخها وتستلهم حاضرها وترسم مستقبلها .