فوزية باسودان .. وداعا!

2017-07-02 22:44

 

مذيعة إذاعة وتلفزيون عدن القديرة الرائدة فوزية باسودان كانت ملء الشاشة حضورا ومهابة حتى مطلع التسعينيات.

صعدت روحها أمس في الاسكندرية على سرير المرض، بهدوء كما يرحل المتصوفة. ولقد أثار نبأ وفاتها ألما، مبعثه أن وطنا أضعناه في حادث سير - بتعبير درويش - لم يستبح الغزاة المتخلفون ثرواته وقراره (بعمالة محلية) فحسب، وإنما دمر مؤسسات وأعلاما في الفن والثقافة والأدب والإعلام والرياضة والأمن .... فأخرجهم من ذاكرة الحياة.

لم تكن عدن خواء من أسماء ذات خبرة مهنية حتى يفسح المجال للطارئين على كل شيء.

*

من المفارقات أن ترحل فوزية باسودان وعدن بلا تلفزيون !!!

أي فداحة هذه أن يموت المرء/ المرأة مرات عديدة بالإهمال والتهميش والقهر والحاجة والمرض! ؛ لذلك فالمطالبة بدولة الاستقلال عن وحدة الجمهورية اليمنية ليست نزقا ثوريا ولا ترفا نظريا ولا صراعا حزبيا أو جهويا، ولكنها استعادة للذاكرة، للوعي، وتكفير عن خطيئة أن يرحل المواطن اوالمبدع وفي قلبه حسرة على وطن لا يحتفظ بسجله المدني والمهني مصونا من العبث.

*

من يعرف من جيل ما بعد 90 فوزية باسودان او جميل مهدي او فيصل باعباد أو سعيد ناصر  على سبيل المثال لا الحصر ؟

لقد أخنى عليهم دهر (الوحدة) كما أخنى على لبد.

*

الرحمة والسلام لروحها والتعزية لذويها وزملاء مشوارها الإعلامي، ولنا أن نعلن الحداد على روحها كما فعل زميلها الإعلامي المثقف الصديق ناصر بحاح.