بصوت هادئ ...
بادر ولا تنتظر مبادرات تلبي مصالح الآخرين
سيناريوهات المشهد القادم، مبنية على مصالح الإقليم والعالم، وهذا طبيعي في أروقة السياسة، لكن غير الطبيعي ألا يكون لك سيناريو يتماهى مع أحد تلك السيناريوهات، بما يلبي قضيتك السياسية الوجودية ومصالح الإقليم والعالم، ذلك أن نجاح أي سيناريو منها واستدامته ينبني على ما هو على الأرض، ولا يمكن فرض أي سيناريو أو إنزاله بالباراشوت. لكن في الوقت نفسه هناك أطراف تلبي سيناريوهات معينة، فهي عاملة على ترجيح سيناريو على آخر .
ثمة أربعة سيناريوهات مقترحة، في متداول التحليل السياسي في الأروقة الإقليمية، وهناك مقاربات قاصرة لا تؤسس لاستقرار بقدرما تتعامل ببراجماتية أنانية، (ومهندسوها جزء من المشكلة)، لكنها تغفل أن الأمن المشترك منظومة لا تقبل التجزئة. لذا فإن تركيزنا على تمهيد السبل لترجيح السيناريو المناسب هو المأمول العمل عليه، بلا تسويف أو إعاقة أو ترقب ما يشار إليه في مبادرة هنا وأخرى هناك. أي أن تكون لنا مبادرة لا تعيد إنتاج التلكؤ والمراوحة أو التعويل على أي مستوى من مستويات شراكة ضيزى، لا مصلحة للشركاء فيها سوى إضعافك وإنهاكك وتشتيتك، بل هم عاملون ضدنا ما أوتوا وبما آتيتهم من عناصر قوة لم تكن لهم قبل تعليق المسار الخاص، إبداءً لحسن النوايا الذي يقابل بسوئها.
السيناريو الملبي لإرادة شعب حر هو الأساس لأي مبادرة سياسية وشعبية يستطاع بها توجيه مسار السيناريوهات ولن يكون ذلك بعيداً عن مراجعة تنظيمية وسياسية لما تم، وتعضيد المصالح والشراكة وبلورة مشروع الدولة المستقلة (بحدود ١٩٩٠) على أساس اتحادي حقيقي، تكون هي الضامنة، لأن براجماتية السيناريوهات الأخرى لا تعويل عليها، كي تنتقل بشعب ضحى حتى بلغت القلوب الحناجر إلى بر آمن مستقر بعيد عن ضغوط إيديولوجيا الحق التاريخي والديني والسياسي، كإفراز لخطايا السياسة المعاصرة، أو إعادة فعل الشيء بالأسلوب نفسه وبالخطوات نفسها ثم توقع نتائج مختلفة، كما قال إينشتاين.
سعيد الجريري