فنجان سياسة
هناك من يدور حول نفسه معصوب العينين، بعد أن أوقف ساعته الذهنية على لحظة معينة، ويريد للآخرين أن يدوروا معه معصوبي العيون، موقفين ساعاتهم الذهنية على لحظته نفسها، حتى إذا نزعوا عن عينيه العصابة، فرأى زمنا غير زمن ساعته الذهنية، قفز في الهواء مولولا متهما إياهم بالتآمر على عينيه وساعته!
*
بعبارة أخرى:
كأن حضرموت في نظر من يدور حول نفسه معصوب العينين، لا يمكن أن تكون إقليما إلا في إطار اليمننة السياسية التي فرضت عليها في العقود الماضية!، بمعنى إما أن تكون كذلك وإلا فإن في الكون خللا عظيما!
وكأن حضرموت لم تغل منذ عقدين للخلاص من تلك اليمننة السياسية المذلة، وكأن نضالها السلمي ثم جسارة نخبتها عسكريا لم تكن إلا لكي يعاد تسليم المفتاح بعد التشطيب إلى السيد السياسي المنتظر بباب اليمن!
وكأن ما مضى من فعل الإرادة التحررية وما تم التعبير عنه في مؤتمر حضرموت الجامع لم يكن إلا ليضع حضرموت رهينة بانتظار أن ينتهي أصحاب "التبب" من معركتهم العبثية، لتضع بين أيديهم مطالبها مع انحناءة طويلة، كي تكون المحافظة الأمينة على حقوق اللصوص في نهبها مجددا بمسمى إقليم!
*
صنعاء السياسية لم تعد سوى لحظة برزخية، بالمعنى السياسي والقانوني، ولقد آن لحضرموت أن تقول كلمتها بقوة، وأن تكون لها مكانتها الحقيقية وفق إرادتها الشعبية، لا إرادة الاتباع أيا كانت صفاتهم، ولا مجال لخلط الأوراق بعد أن انكشفت الملفات وسقطت الأقنعة.
*
رأيي الشخصي أن مؤتمر حضرموت الجامع الذي أسقط اليمننة السياسية ومؤتمر الحوار الوطني اليمني من وثائقه،
معني جدا بانعقاد المجلس الانتقالي الجنوبي في المكلا، في السياق السياسي الإيجابي؛ ليأخذ زمام المبادرة لتحقيق مخرجاته على أرض محررة بدلا من انتظار شناكع الحوثي وحنجلات عفاش وأحزاب الخراب إياها التي لا يوحدها شيء مثل استعادة هيمنتها بالسياسة على ما خسرته بالحرب!.
*
حضرموت مستقبل وليست ماضيا.
حضرموت تبادر ، ولا تنتظر على الأبواب.