عندما تتدخل قطر في اي دولة فان هدفها الاول والذي تكرس كل امكاناتها من اجل تحقيقه هو تمكين الاخوان المسلمين، وعندما تكتشف ضعف ادواتها المتمثلة باحزاب وتفريخات الجماعة، فانها تعمل على منع الاستقرار بمختلف الطرق، والارهاب سلاحها الاول في تحقيق ذلك الى جانب الاعلام واسلحة اخرى ويكفي التمعن بكيفية تعاطي الاعلام القطري مع مايجري في المنطقة ، وهو الامر الذي تكرر في مصر وليبيا وسوريا، حيث تكرس قطر كل جهودها في دعم جماعات الارهاب وتفريخ المليشيات وخلق الصراعات، لفرض معادلة تقول (اما الاخوان او الفوضى) .
في اليمن انضمت قطر للتحالف العربي لذات الهدف (تمكين الاخوان) لكنها اكتشفت مع بدء تحرير محافظات الجنوب ان حلفاءها ليس لهم وجود فعلي على الارض او في الجبهات، وان من يقاتل ويناصر التحالف هم الطرف الذي يناصبه تنظيم الاخوان العداء ممثلا بالحراك الجنوبي والسلفيين، وهو مايفسر الدور الهامشي لقطر في المعارك، لتحضر بقوة في مخططات عرقلة ومنع الاستقرار في عدن ومحافظات الجنوب، ولان حضور حزب الاصلاح والاخوان في تلك المحافظات اضعف من ان يعتمد عليه فقد عملت قطر على تدعيمهم بجماعات الارهاب.
تحالف خفي شن حربا ضروسا غير مفهومة الاهداف لمن لايعرف الدور القطري محاولا افشال كل جهود التحالف العربي لتثبيت الامن واعادة تدوير عجلة الحياة في الجنوب، ولتحقيق هذه الاهداف استخدمت قطر الحكومة الشرعية، او لنقل معظم من في الحكومة الشرعية، وهو الامر الذي يفسر وقوف اطراف فاعلة فيها ضد جهود المقاومة والتحالف في تثبيت الاوضاع في الجنوب، والمساعي الحثيثة لافشال السلطات المحلية في عدن وباقي المحافظات والوقوف حجر عثرة امامها، ويكفي تتبع التعاطي الاعلامي لتلك الاطراف والاحزاب مع ماجرى من احداث خلال العامين الماضيين ، ليتبين من يمتلك ادنى بصيرة كل ذلك بوضوح.
هذا الدور المشبوه لم يكن بعيدا عن انظار دول التحالف العربي وقيادته حتى فاض الكيل بتصريحات تميم التي لم تكن سوى تتويجا لدور الدوحة الشيطاني في كل مايجري ليس فقط في الجنوب واليمن بل في دول عربية اخرى يعرفها الجميع، والتي تعيق قطر عبر ادواتها الاستقرار فيها، املا في تركيع شعوبها امام آلة الاخوان الارهابية .
ولان الزواج غير الشرعي بين الدوحة والجماعة الممقوتة في انحاء الارض اصبح من المسلمات، فان السؤال الذي يفرض نفسه هو ؛ ماهو السر في سيطرة جماعة الاخوان على القرار القطري ؟ الامر الذي مكنها من تسخير كل امكانات تلك الدولة الشقيقة لضرب الامن والاستقرار في الدول العربية .
بالعودة الى الجنوب فان اعلان المجلس الانتقالي الجنوبي قبل اسابيع اظهر بوضوح نوايا الدوحة التي كرست آلتها الاعلامية الضخمة لاستهداف المجلس بل واستهداف التحالف العربي المتين، عبر التركيز على خلاف غير موجود بين دوله، التي تعمل بانسجام تام على الارض.
التحريض المكشوف الذي تبنته قطر عبر قناة الحزيرة ومشتقاتها ركز على شق العصا بين دول التحالف واستهدف بشكل خاص دولة الامارات العربية المتحدة التي بذلت الغالي والنفيس بما في ذلك دم ابنائها لانقاذ اليمن ومنع انزلاقه الى مستنقع شبيه بالمستنقع الليبي الذي كان لقطر واتباعها الدور الاكبر في تشكيله عبر دعم مليشيات وجماعات ارهابية عاثت في القطر الليبي فسادا وصراعا وارهابا، وهو ذات. السيناريو التي ارادت قطر وجماعة الاخوان وحزب الاصلاح استنساخه في الجنوب المحرر، من اجل اضعافه ونشر الفوضى فيه، حتى تتمكن ادواتها من بناء جبوش قوية قادرة على اعادة احتلال الجنوب، مايضمن لها السيطرة الكاملة على هذا البلد.
غير ان مكرهم هذا ارتد في نحورهم وجاءات اللحظة التي نشهدها حاليا ويعرف القاصي والداني ماتخطط له دوحة الاخوان .
*- نايف السليماني