رأي السلفية في خطف الأخونجية للختم الرئاسي

2017-05-18 15:42

 

‏(الختم الرئاسي اليمني بيد إخونجية )

‏ياترى ما الذي حمل هاني بن بريك ذلك السلفي العنيد الثائر أن يخرج عن أبجديات المنهج السلفي في معاملة ولي الأمر ، فهل يعقل أن يتجاوز هاني بن بريك الذي نشأ في محاضن السلفيين وعلى أكبر علماء السلفيين في العصر الحديث بدءا من الوادعي في اليمن ثم ابن باز والعثيمين والمدخلي والجامي والعباد وغيرهم من أساطين المدرسة السلفية النقية أيعقل ذلك؟!

‏لا أظن ولكن ثم خَطبٌ لايعلم عنه إلا الممارسون للسياسة والمقربون من الشأن اليمني وبالذات التحولات الجذرية التي طرأت على الرئاسة اليمنية.

في قرارة نفسي وبسبب قربي من المشهد ومتابعتي لهاني بن بريك فإني أرى فيه الشخصية السلفية المعتدلة الذكية القادرة على ممارسة السياسة المتزنة المحافظة الآمنة والتي تضمن بقاء اليمن وبالأخص الجنوب في محيطه الخليجي الذي لطالما حلم بحليف موثوق في اليمن .

‏لم يخالف هاني بن بريك السلفية في أصلها في معاملة ولي الأمر، بل الإخونج في العالم انقلبوا سلفيين في هذا الباب لما تحكموا بالقرار الرئاسي ووضعوا أيديهم على ختم الرئاسة .

‏كما انقلبوا سلفيين في هذا الباب لما ولي الرئاسة مرسي في مصر وقبلها كانوا خوارج على مبارك بالنظر للمنهج السلفي فسبحان الله !!! .

أعود للواقع فهاني لم يعصِ عبدربه منصور هادي ولم يخرج عليه، هاني خرج على تحكم الإخونج بالقرار الرئاسي، وأعلنها في مجالسه عامة إنما الطاعة بالمعروف، ولن أسلم البلاد للإخونجية وقد قدمنا أنهارا من الدم والتضحيات وأرضنا بيدنا . والتحالف لن يقبل بذلك الباطل - أي لن يقبل بتسليم البلاد للإخونج - هذا كلامه وكل من جلس معه سمع هذا.

وقد بلغني أن كبار العلماء السلفيين في العالم مؤيدين لهذا التوجه - عدم تسليم البلاد للإخونج - باستثناء ما صدر من الجابري والذي طار بكلامه الإخونج وأعداء السلفيين في العالم -والذي لا أظن أنه سيرضى بتسليم البلاد للإخونج .

عدت لباب السمع والطاعة لولي الأمر بتقصي سريع ومن مرجعيات السلفيين مع سبر صور من التاريخ، فوجدت أن الأمر لديهم فيه ضوابط وشروط وليس على إطلاقه، فمثلا هم يصفون ولي الأمر الذي له السمع والطاعة بذاك الذي له الغلبة والشوكة القوية في البلاد وهذا غير متحقق في هادي في الحقيقة.

وهم كذلك يقولون بتغييره من أهل الحل والعقد إذا لم يعد نافعا للبلاد وأن بقاءه سيضر البلاد، وتغييره هنا مشروط بأمن الفتنة وأن يكون من أهل الحل والعقد الذين بيدهم الغلبة والشوكة، وهذا ماحدث بالفعل عدة مرات في العصر الحديث وأيده العلماء السلفيون ولم يعدوه خروجا، كما حدث في مصر مؤخرا مرتين بعزل الجيش لمرسي ، وبطلب الجيش الاستقالة من مبارك.

وهكذا لو عدنا كذلك للكويت فقد نحى أهل الحل والعقد سعد العبدالله الصباح وولوا صباح الأحمد الصباح. وهكذا قبلها في السعودية في مبايعة فيصل وتنحية سعود، وقبلها كذلك في أبوظبي بمبايعة زايد وتنحية شخبوط.

‏كل ذلك لم يعده علماء السلفية خروجا بل هو تغيير أهل الحل والعقد .

‏وهذا ما لم يفهمه كثير من السلفيين ، فضلا عن غيرهم .

‏فإذا كانت القوة وأهل الحل والعقد في الجنوب كلها لاترى القبول بتسليم هادي لختم الرئاسة للإخونج يعبثون به وبالبلاد وترفض ذلك بقوة وهذا ما تجلى في الجنوب بشكل قطعي ، فمن غير الشرعي أن نقول إن هذا الرفض وعدم القبول عصيانا لولي الأمر أو خروجا، بل هو رجوع لجادة الصواب والذي به تحفظ مصالح البلاد والعباد . وأما شرعية هادي فحتى الآن لم أسمع من هاني أو عنه وهو إنسان واضح لكل من جلس معه وغاية في الصراحة والوضوح أنه لايعترف بهادي كرئيس للبلاد بل حتى في المجلس الانتقالي الجنوبي لم يتعرضوا لذلك.

 

‏لكن من المؤسف المخزي أن نجد بعض السلفيين - ولاداعي لأن أقول أدعياء السلفية - يتخندقون الآن مع الإخونج بغباء . والإخونج يستخدمونهم بمكر ، وأقولها وأنا صاحب قلم حر لست سلفيا بالمفهوم القاصر لدى البعض إن هادي نفسه لايؤمن بهذا المبدأ السلفي ولكنه يستخدمه الآن بشكل مثير للضحك ، والعجب أن يردده نجلاه جلال هادي وناصر هادي .

وصدق الشاعر :

‏لقد هَزُلتْ حتى بدا من هُزَالِها

‏            كُلاها وحتى سامها كلُّ مفلسِ

*- دكتور خالد علي الناخبي