من الواضح أن حظوظ التافهين تتنامى في عصر الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يحرص كل الحرص على استبعاد أي شريف من تركيبة حكومته لتصل ذروتها، واخر ذلك ما أصدره من قرارات اليوم باستبعاد عدد من الشرفاء من تركيبة السلطة وابرزهم د خالد با جنيد وزير العدل وأستاذ القانون الدستوري المعروف، واللواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن والقائد المعروف في المقاومة وقائد تحرير محافظة الضالع والمواجه العنيد للإرهاب والإرهابيين، والذي جرى تعيبنه سفيرا بوزارة الخارجية.
المفارقة تكمن في أن من قاوم الاحتلال ونجح نجاحا مشهودا في كسر شوكة العمليات الإرهابية، وهيأ الارضية لعودة الحياة الطبيعية وتحويل عدن ألى مدينة بعد تحريرها من ايدي العصابات يتم استبعاده وتعيينه موظفا بلا وظيفة عند وزير قضى كل عمره في أحضان عفاش ولم يتركه إلا بعد أن تأكد من أفول نجمه وقرب نهايته الحتمية.
أما المفارقة الثانية فتتمثل في أن عزل عيدروس الزبيدي رمز المقاومة وقائدها الفعلي، جاء في ذكرى إعلان الحرب على الجنوب يوم السابع والعشرين من ابريل المشؤوم ما يعني أن الحرب على الجنوب مستمرة وإن اختلف شركاؤها على الغنائم وذهب جناح كبير منهم لمناصرة الشرعية.
اما المفارقة الثالثة فتتمثل في أن الإطاحة بعيدروس الزبيدي تتزامن مع استرجاع صاحب الصيت السيء وحيد رشيد وإعادته إلى المشهد السياسي بعد أن رفض قبول طلبه اللجوء السياسي في بريطانيا، وترقيته إلى عضو مجلس شورى بعد سجله الأسود في قتل أبناء عدن ومشاركة السقاف وغيره من أزلام عفاش كل الجرائم بحق الجنوب والجنوبيين على مدى ربع قرن.
ليس لنا موقف من المستشار عبد العزيز المفلحي الذي عين محافظا لعدن بديلا للواء الزبيدي ولسنا بصدد المقارنة بينهما، لكننا كنا نتمنى عليه أن يرفض القبول بسياسة دق الاسافين وتفكيك صف انصار القضية الجنوبية ومن ثم عدم القبول بهذه الوظيفة التي ستعرضه للإحراق وللمساهمة في إزاحة مناضل يحترمه كل الجنوبيين
يا سيادة المستشار!
إن الذين يهللون لك ويطبلون لاسمك، لن يتورعوا عن مهاجمتك والتشهير بك ما إن تتصرف بعزة وكرامة كما فعل عيدروس، ولن يرضوا عنك إلا عندما يطوعونك ويحولونك إلى أداة طيعة بأيديهم، وحينها سيدفعونك إلى مواجهة الشعب الجنوبي قاطبة، فليتك لم تقبل الوظيفة وبقيت مستشارا لكان هذا أفضل لك وللجنوب.
إن استبدال قيادي بقيادي آخر تفترض أن يكون الجديد افضل من القديم ، فهل ستكون افضل من عيدروس الزبيدي اداء وسمعة؟ هذا ما نتمناه، أما إذا كنت ستأتي لتنقض ما انجزه عيدروس فابشر بسوء المصير حتى وإن رضي عنك السرق واللصوص وناهبو الثروات.
إنك امام خيارين: إما السير على خطى عيدروس ومواصلة مسيرته المشرفة او استرضاء الغاصبين واللصوص والمجرمين من انصار الشرعية وما اكثرهم ، والخيار لك.
نعم يا سيادة المستشار.
لقد عرفك الجنوبيون مدافعا أصيلا عن الحق الجنوبي، وتوقعوا منك أن لا تتهافت بهذه السرعة على منصب يسلب منك اسمك وحب الناس لك وسمعتك الرائعة التي كونتها طوال عقود، دون أن يضيف لك شيئا، والأدهى من هذا أن تقبل بالعمل تحت قيادة رئيس وزراء ووزير إدارة محلية أنت أكفأ منهما وأشرف منهما وأنقى تاريخا منهما فكيف نفسر قبولك الاتحاق بالتافهين وأنت من كان الناس ينتظرون منك موقفا غير هذا الموقف المخيب للآمال؟
__________________
* من صفحة الكاتبة على الفيس بوك.