اليمن بلد العجائب فصالح الرئيس السابق وعد شعبه بكهرباء وهذا ليس عجيباً ، ولكن العجيب أنه قال كهرباء بالطاقة النووية ، فارتعب الشعب المسكين وظنوا أن صالح يريد إحراقهم بالنووي فاستبشروا برحيله قبل وصول النووي ، وجاء بن دغر ووعد الشعب المسكين بسكة حديد يسير عليها قطار فاحتار الشعب ، قائلين : وكيف سيفعل من له مطالب من الدولة ؟ كيف سيعمل قطاع ويوقف القطار ؟ لأن الدولة في بلادي لا تلبي متطلبات الشعب إلا بقطع الطريق أو الكهرباء .
المهم بن دغر وعد كما وعد صالح وفي بلادي لم نتحصل من مسؤولينا إلا على الوعود ، وميزانية الوعود تذهب إلى جيوب المتنفذين والشعب يأكلها ويفر على قول المثل الشعبي ، تأخر قطار بن دغر ، ولعله لن يأتي فقد عهدنا بن دغر يقول ولا يفعل ، فاتقوا الله في هذا الشعب فإنه لا يريد قطاراً فسيركب المجنونة أو حتى جاري جمل أو حمار ، وفروا له الكهرباء والماء والراتب كل شهر وجزيتم خيراً كلوا واهبروا ولكن بالشكل المعقول ، فصالح أكل واستمرأ الأكل بشكل غير معقول وهاهو منذ العام 2011 حتى اليوم يتقيأ ما أكله ، ويتمنى لو تعود به الأيام ليؤكّل شعبه شهداً .
ستتجرعون ما تجرعه صالح وقد بدأت معالمه تلوح في الأفق ، بطلوا كذب ، بطلوا نفاق ، بطلوا سرقة بطلوا أكل حقوق الشعب بالباطل ، وسترون الشعب يقف بجانبكم ، شعبنا مسكين لا يريد الرفاهية كما تعيشون ولكنه يطلب تياراً بالديزل أو المازوت لا بالنووي ، يطلب طريقاً أسفلتياً ولا يريد سكة حديد ، نريد رغيفاً ونشرب عليه رشفة ماء بشرط ألا نرى صوركم في التلفاز ، يا بن دغر الله يحفظك بع قطارك ووفر لنا الراتب ، ويا هادي عد وعش في معاشيق وبعد كل ساعتين أغلق المكيف والمروحة عشر دقائق لتحس بمعاناة أبناء عدن الذين نشفتم أجسادهم جراء انطفاء التيار كل ساعتين ، ويظل أربع ساعات مفقود ، فكل شيء في عدن مفقود ما عدا الغرباء فهم في عدن كثير ، بل فوق ما تتصور يا رئيس كل اليمنيين ، سيادة الرئيس لقد ضاق الناس في عدن وفي الجنوب عموماً ، حتى وصل الحال بالحضارم أن يؤسسوا لهم كيانهم على أرضهم وهذا عين الصواب ، فهل سيأتي قطار بن دغر حاملاً رئيس كل اليمنيين ؟ لعله يأتي ويعود معه هادي ، ويأتي لنا بالكهرباء والراتب .
*- أنور الصوفي