خذ من الهاشمي ما تريده!!

2017-03-02 00:50

 

يكاد الواقع الموجود في ( الهاشمي ) يحاكي الأغنية الشهيرة التي تغنى بها القدير أبو بكر سالم بلفقيه، مع التحوير الضروري في المعنى والمغزى، إذ يمكن للمرء أن يجد ( كل شيء) في تلك المساحة الصغيرة التي تقع في قلب مدينة الشيخ عثمان بالعاصمة المؤقتة عدن والتي خصص جزء منها ليكون محطة ثابتة لسيارات الأجرة التي تعمل على الخطوط الداخلية لمدينة عدن، بالإضافة إلى السيارات والحافلات التي تعمل على  خطوط المحافظات الأخرى.. حيث تحولت ( الفرزة ) وما حولها إلى موقع يجسد ( الفوضى ) بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فإلى جانب زحام الركاب أوقات الذروة، وخصوصا ساعات الظهيرة ، تنشط أيضا في المحطة ذاتها حركة البيع والشراء لمادتي البترول والديزل ( السوق السوداء ) وعلى بعد خطوات قليلة توجد طاولات الطعام التابعة للمطاعم القريبة وما أكثرها في ذلك المكان، وفي الجوار سوق القات الذي يمكن أن تقول عن فوضاه ما شئت، أما الصورة الأكثر استفزازا في ذلك الخليط الغريب فهي بلا شك مياه الصرف الصحي التي لا تكاد تجف ويذهب ريحها حتى تعود من جديد وكأنها تنسج علاقة دائمة مع فوضى المكان.

 

ورغم الجهود التي يبذلها عمال النظافة هناك إلا أن القمامة الناتجة عن حركة البيع والشراء تأبى  هي الأخرى إلا أن تعلن عن نفسها لتأخذ وضعها في الصورة غير السوية بشكل يجعلك لا تقوى على مقاومة الغثيان، وبدلا من أن تغادر إلى عملك أو مشوارك الخاص بأريحية ونفس مفتوحة كما يقال تجد نفسك وقد خرجت من المحطة في حالة يرثى لها ، وربما يصل الأمر إلى التقاط بكتيريا تقعدك أياما على فراش المرض.

 

تلك باختصار صورة من المشهد العام في موقع فرزة الهاشمي لنقل الركاب في الشيخ عثمان ننقلها بدون مبالغة لعل صداها وصدى غيرها من الشكاوى يصل إلى من يهمهم الأمر فيسارعون إلى وضع حد لذلك العبث الذي يمارس بحق المكان ومرتاديه، والذي طال أمده وتمدد في شكله ومحتواه حتى بلغ حدا لا يطااااق.

فهل من مجيب؟؟

 

*- بقلم : حسن عياش