باب المندب الجنوبي الذي ضمه صالح عام 98 م إلى أحدى مناطقه اليمنية وهي تعز وفي الاتجاه الآخر رمى مناطق يمنيه إلى الجنوب ومناطق جنوبيه أخرى لليمن عبر تقسيم أداري هذا التقسيم في الأصل خرج ضده الجنوبيين رفضاً عن بكرة أبيهم وفي وقت مبكر ، هذا الخروج كان قبل غزو اليمنيين للجنوب واستباحتهم إياه عام 94م ، الجنوبيين كرسوا نضالهم التحرري وسعيهم نحو فصل أرضهم عن اليمن جراء عظيم الجرم الواقع عليهم ، وفي كل مناسبة جنوبيه تغلق الحدود بين الدولتين ويكرس هذا الفعل واقعا شباب الجنوب واستعادة الحق الجنوبي لن يكون إلا باستعادة كل ما تم أخذه أو استحداث واقعا بالقوة عندما كانت رقاب الجنوبيين تحت فوهة الاسلحه اليمنية ، أياً كان هذا الاستحداث و أيا كان ما تم أخذه يجب استعادتهما .
مخطئ من يقول أن الجنوبيين لن يتقاطعوا حتى مع الشيطان من أجل إسقاط صالح والحوثي وإيران، كما هو أيضا مخطئ من يقول أن الشيطان سيؤسس من الخلف على الجنوبيين مشروع تذويب آخر أكثر خطورة وإحكام مميت من سابقه ، عندما يقال أن مشروع صالح عائلي ومشروع الحوثي كهنوتي فلن يكون مشروع تقسيم الجنوب إلى أجزاء واليمن إلى أجزاء مشروع أفلاطوني وأن رميت عليه مساحيق فأخره لتجميله ، الأطراف القوية على الأرض والتي تتقاتل بشراسة اليوم والقادرة غدا على أرباك المشهد واستمرار فوضويته ليست الشرعية ، الشرعية تحمل مشروع لا تقوى قدميها على التحرك به بعد أن تضع الحرب أوزارها ، وهي خليط غثائي متنافر سيسقط واقعا عند محاولته التلويح بهذا المشروع .
أكثر سؤال يكرره اليمنيين هي : هل الوحدة اليمنية مازالت متماسكة ؟ وأكثر إجابات مسئوليهم هي : لابد من فرض الدستور الاتحادي واقعا موثقا بالقوانين والإجراءات على الأرض عندها ولا غير في ذلك سيذوب الجنوب في حضن اليمن في أبديه لا انفكاك منها ، وعندما يدشن من عدن تلميع الحوار اليمني ومخرجاته في حمله إعلاميه ضخمه وتمويل ضخم يكون هذا الأمر استفزازي خصوصا وأن الجنوبيين يقاتلون إلى اللحظة تحت أعلام وطنهم الحالمين بعودته ، لسنا بحاجه إلى هرطقات سياسيه وهي إبعاد ظلم الوحدة بعدل اليمن الاتحادي المؤقلم وذلك لاعتبارات سيفرزها ويزلزلها الواقع القادم من تحت ركام الحرب وانيين الشهداء من اللحد ، البوصلة تتجه نحو عدم توقف الحرب وانعدام أي استقرار وأن بداءت نواجذ الشرعية تبرز أنها في الطريق للابتسامة .
الشرعية تهرول نحو انتصارات بعيده وتترك مؤخرتها للعبث بها ، ترك ما تسمى الشرعية مناطق جنوبيه محرره عرضه للعبث عبر رفع الدعم العسكري والمالي عنها وترك ابنا ء هذه المناطق بإمكاناتهم يقاتلون جماعات مسلحه خطره لا يصب ذلك إلا في أضعاف قوة الجنوبيين المتبقية في مناطقه ، ترك مناطق جنوبيه قادرة على تحرير نفسها بسواعد أبناءها بلا دعم عسكري ومالي وإبقاءها في حدود معينه هذا الأمر يفرض واقع إذلال لهذه المناطق عالي القسوة ، ترك ترسانة عسكريه هائلة مع الكثير من جنود صالح تحيط بالمناطق النفطية للجنوب وابتسامات الشرعية المتجهة لهذه القوه كونها قوة عسكريه محايدة - لا هي شرعيه ولا هي انقلابيه - لا يصب هذا الأمر إلا لحسابات كارثيه على الجنوب وشعبه ، وهي حسابات خاطئة ولن تؤسس إلا لمزيد من إرباك المشهد .
الشرعية تدير الفعل العسكري والسياسي بنفس إيقاعي أخواني بامتياز ، وتستخدم الأطراف المختلفة في ضرب بعضها البعض وإنهاكها ومحاصرتها فيما بعد وهي بذلك تتحرك بعيد ا عن ملامسة إفرازات الواقع وأثره المستقبلي ، على مستوى الجنوب استطاعت الشرعية استخدام الطاقة القصوى للجنوبيين في حربها ، وتشتيتهم في كل الجبهات ، بعد أن أمن الجنوبيين عدن تسيدت الشرعية على الكل من رأس الجبل ، صقور الجنوب أعطي لهم ارتفاع معين للطيران في عدن وسيجدون أنفسهم قريبا صرعى في دوامة عبث الخدمات والأمن والتوسل لمن في المعاشيق بالدعم ، إغراق الجنوب بالملايين من النازحين اليمنيين في المدن والقرى والجزر مؤشر لقادم خطير للجنوب وقضيته ، وبالنسبة لليمن وصول الرمح الذهبي إلى الحديدة يعني دخول اليمن في دوامة من المجاعة المخيفة وقد بداءت مؤشرات هذا الفعل بإعلان ميناء ألحديده منطقه عسكريه ، الشرعية تراهن اليوم على ميناء عدن لسد حاجات الناس ، وهي بذلك تضرب أكثر من عصفور بحجر أنها تعمل على حصار صالح والحوثيين حد الاستسلام ، و إرهاق الجنوب حد الاقتناع بألا مر الواقع ، وتجويع وتشتيت اليمنيين لهدف قادم ، كل هذه الأمور تهدف لتسوية الأرض لمشروع سيجد نفسه مات قبل أن يتخلق .
*- مصطفى المنصوري – عدن