لا اخفي عليكم انني تابعت وإستمعت وأستمتعت بحملات الانتخابات الأمريكية ، والحقيقة ان هذه الحملة ليست كغيرها من الحملات البتة، فقد تفاقمت حدتها وضراواتها في الكشف عن أمور كان من الافضل ان لا تباح، ومنها مزالق وهفوات ترامب مع النساء -الفاتناتِ النـُهدِ- وزلات اللسان فيما يتعلق بان الجيش الامريكي وقوته الضاربة حيث عبر عنها بانها قد وهنت.
وتداول الاعلام ومن جديد غلطة المرشحة الديمقراطية في اهمالها وتعريضها لاكثر من 30 الف رسالة ئي ميل. وهي كما قيل تمس بعض الجوانب الامنية الامريكية. ويسمونها هنا - كلاسيفايد- وهي كلمة مخففة تعني- سرية - ويطلقون عليها - مُصنفة - اسال الوزراء العرب هل خلال 4 سنوات قرأوا 30 الف رسالة؟
تابعت خطابات كلينتون لانني مهتم بأن اتابع ايضا خُطب الرئيس أوباما ، الذي يشاركها الحملة ، لكنني دهشت بل عقدت الدهشة لساني وانا اتابع خطاب -ميشيل اوباما- في - فيلادلفيا- والذي كان عبارة عن مقطوعة ادبية عالية التركيب ورفيعة المستوى ، ولسوف اذكركم ان شاء الله ان - ميشيل أوباما- سيكون لها شانا عظيما ذات يوم فلا زالت في بدايات حياتها وزخم طموحها .
وعن مرشحة الحزب -كلينتون- فقد ابلت بلاءً حسنا، واوضحت بلغة جلية ان توجهها و-شعار- حملتها ومنها- نحن معاً اقوياء- ، كما ذكرت وهي هنا تتحدث عن مشاريع - ترامب- في بناء سور يفصل بين المكسيك وامريكا، وقالت نحن لا نبني الاسوار بل الجسور .
نوهت -كلينتون- الى اهمية المساواة في الاجور بين الذكور والأناث والى ايجاد قوانين تحد من إنتشار السلاح والى تعميم المظلة العلاجية بحيث لا تترك اي اسرة امريكية دون ان تحصل على هذه الرعاية الماسة. ورددت قول السيدة الاولى، ميشيل أوباما وقالت- هم يهبطون ونحن نسمو. وهي عبارة بليغة جدا وتلامس مشاعر الامريكيين.
بقي ان اقول ان كلاً من ترامب وكلينتون، يجيدون الخطابة بإمتياز وان الحملات الامريكية قد استمرت لاكثر من 500 يوم، كانت وقود الإعلام الذي يسره ان يتابع الهفوات والقفشات والفضائح فهي ترفع رسوم الإعلان التجاري وتجعل المحطات تحصل على برامج ثمينة دون اي نفقات. مثلما اقول عن حروبنا - اننا نقدم للعالم افلام رعب مجانية -.
من سيفوز؟ سؤال بحجم امريكا ، ولكن نحن العرب لن نستفيد من هذه الانتخابات ابدا فنحن في آخر القائمة، ومن دائرة ضيقة في المصالح ، فإذا فاز - ترامب- فسوف تُسر - روسيا- وإذا فازت - كلينتون- فسوف تــُسر -المكسيك- والمهاجرون والنساء.
وعن ترجمة الاسماء حسب تصوري وعلمي. ف -ترامب- مختصر لكلمة هي - ترامفانت- اي المنتصر ، وكلمة هيلاري- هي مشتقة من هيلاريس - اي الضحوكة - من سينتصر ومن سيضحك؟. بعد قليل ستسمعون النتيجة.