مجلس الرئاسة والحكومة.. إلى متى ستظلون مغتربين؟

2025-11-04 21:29

 

هل تعلمون أن معكم عاصمة محررة منذ عشر سنوات وخصص لكم منتجع معاشيق الذي لا مثيل له في العالم تعيشون فيه محمولين مشمولين مع حواشيكم وضيوفكم وشامل وجبة القات مجانًا وتعيشون حياة مرفهة لا تشبه حياة مواطنيكم الذين لا يبعدون عنكم كيلومترات ومع ذلك تصرّون على الاغتراب وتتخذون من الخارج مقرًا لكم وتصدرون منه قرارات مصيرية دون مراعاة لمشاعر شعبكم الذي يعيش في حالة بؤس.

 

أما عاصمتكم عدن تركتموها في ظلام دامس لأيام ولا مرتبات ولا خدمات ولا أي شيء.. كيف يمكن لشعب يتحمل مصاريفكم بالخارج بالعملة الصعبة وهو يعيش حالة فقر مدقع وحياة لا تصلح للبشر ماذا دهاكم وهل هناك أي مبرر لاستمرار بقاءكم في الخارج وتأتون إلى العاصمة عدن عابرين وأكثر واحد فيكم يمكث فيها أسبوعا أو أسبوعين وتكون حقائبه قدها جاهزة للرحيل والطائرات الخاصة موجودة في المطار جاهزة للإقلاع.

 

ألا تفكرون أن هده التحركات والزيارات إلى الخارج عبثية وخاصة التي لا تفيد الشعب بل تغرمه تبعات كثيرة من المصاريف غير المبررة وهل لا يوجد لديكم حل آخر؟

 

الناس تسأل ماذا وراء قرار دمج الأجهزة الأمنية الآن؟ وكيف كنتم تسيرون أموركم الأمنية خلال العشر السنوات الماضية ماذا كنتم تعملون وهل تلك هي قضية الساعة التي يعاني منها الشعب أين أنتم من قضية المرتبات المتأخرة للموظفين الذي بعضهم وصل إلى عشرة أشهر مع معرفتكم بأن هؤلاء لا يملكون مصادر دخل أخرى غير مرتباتهم وماذا عن أزمة الكهرباء التي تركتم عاصمتكم تغط في الظلام لأيام وما هي الإجراءات التي اتخذتموها لحل هذه القضايا؟

 

من الواضح بأن الشرعية مستغلة الاعتراف الدولي والإقليمي بها وتوجه تركيزها على محاصرة الجنوب في أهم قضاياه الرواتب والكهرباء والخدمات الأخرى الضرورية أضافة إلى خلق الفوضى الأمنية في بعض المناطق الجنوبية وانتشار الفساد وكل ذلك يجري وبشكل مدروس ومتعمد والهدف مقايضته بحل هذه الأزمات مقابل التنازل عن المطالبة بحقه في استعادة دولته الجنوبية ومع الأسف هناك من يشجع هذه الشرعية على ذلك فلا أحد يدري أي نظام قادم يسوق لأقامته على أنقاض الدولة التي اختطفت في صنعاء لصالح المشروع الإيراني والتي أصبحت أمرًا واقعًا ومتروكًا يتصرف فيها الحوثي كما يشاء بينما الجنوب يعيش حالة حصار وتضييق عليه من كل النواحي بما في ذلك نشر الفوضى الأمنية والإرهاب وتشجيع الفساد من الصعب فهم هذه السياسة إلا أنه يراد للجنوبيين أن يمحوا من ذاكرتهم سنوات الاحتلال الشمالي عبر مضاعفة حصاره وتضييق الخناق عليه حتى يقبل بالترتيبات القادمة والتي تطبخ على نار هادئة.

 

الوضع في الجنوب يستدعي إعادة الحسابات والتداعي للقاءات وطنية على مستوى المحافظات الجنوبية وعلى مستوى الجنوب قاطبه لوضع استراتيجية عمل وطني يشترك في إعدادها ممثلو المحافظات ووضعها موضع التطبيق خاصة وملامح تجاوز القضية الجنوبية أصبحت تشاهد بالعين المجردة والمسألة مجرد وقت وقد يكون قريبًا.