عودة البراميل رمزيا

2016-11-08 12:52

 

جزى الله المصائب كل خيرٍ

عندما تسارعت الايام لتدفع بوحدة أندماجية متهورة ، في صيف عام 1990م بين كل من الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .كانت تفاصيل وشروط - الحدث الكبير- اي تلك الوحدة ألاندماجية غير ذات بال ، و رغم أنها ترسم معالم اوطان وشعوب وتحدد مصائرهم المستقبلية ، ربما الى ان يرث الله الارض ومن عليها. الاّ ان تلك الإتفاقية لم تكن سوى عبارة عن صفحة ونصف صفحة يتيمة كما قيل، كتبت على عجل وربما في مجلس قات في - طيرمانة- في صنعاء.

 

وبجرة قلم تم الغاء اسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والغاء العاصمة عدن والغاء العملة والغاء العلم الوطني ومنعه من ان يكون علما محليا، وتم نقل الارشيف الحكومي وكل الوزراء الى صنعاء بين عشية وضحاها.

توالت الإلغاءآت الى الغاء قانون الاسرة وهو قانون سبقنا به الزمن، وتمت السيطرة على الاراضي وبيع ممتلكات الدولة من مصانع ومعامل وتم بيع السفارات ، ثم توالت إلى مرحلة الطمس المخيف بعد حرب 94م الظالمة.

 

وتم الغاء مسمى محطة عدن التلفزيونية وسميت حينها - باليمانية - ولكن الكارثة الماحقة الساحقة كانت في الغاء جيش الجنوب وتسريحه ، وهو صفوة الجيوش العربية، وبشهادة جنرال روسي، فان سلاح الدبابات الجنوبي كان يتفوق على سلاح الدبابات الروسية من حيث التدريب والمهارات.

 

على ان الطمس المخيف إستمر بوتيرة عالية دون هوادة، فجامعة عدن تعمدها التهميش وهي جامعة عتيدة وصرح علمي رفيع المنزلة، كما ومدينة عدن شاخت وعشعشت فيها الغربان وبائعي المخدرات وطفح المجاري ، وصارت أرضها مشاعا وحول بحارها وشواطئها -اللازوردية- تحددت الملكيات لدهاقنة الارض والعقار، وفي كل دائرة ومحكمة ومركز شرطة وامن ومرفق، كان القول الفصل - لأهل مطلع -

وتلفتوا -الأكلة- على عدن فاجهزوا على مشروع المنطقة الحرة ، التي عينوا لها عميدا في الجيش ليدير ما كان يعتبر ثالث اعظم ميناء بحري ومنطقة حرة في العالم.

 

صادروا اسماكنا وبترولنا وغازنا، وحرموا عدن حتى من وزارة النفط التي كانت على الاقل ترضية لعدن في زمن السلب والنهب، ثم تقوضت المصافي ومصلحة المياه والصرف وخدمات الكهرباء، رغم التفاخر بالربط والمحطات النووية .

الوحدة شراكة فتفردوا بها وسقط شرط قيامها ، وتمزقت الشراكة شر تمزيق قبلها في صيف عام 94م في يوم 7يوليو وفي يوم غشقاط صنعاء 21 من سبتمبر 2014م والذي اصبح مناسبة وطنية رديفة تحتفل بها صنعاء بأنتصار - أنصار الله - ، فأعتقلوا رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء واعلنوا النفير العام واحكام الطوارىء فسقطت الوحدة واعمدة الحكمة السبعة.

 

ولن نخاف بعد اليوم ولن نهاب ولن نساوم ، ارض الجنوب لكل يمني، فلن نقيم الاسوار او الحدود الدولية ، ولكن هناك -براميل- رمزية يجب ان نعيد لها الكرامة، - براميل اثيرة ووادعة مسالمة - تحدد نطاقنا الجغرافي والقانوني ،تحت مسمى اقليم ، اوحكم ذاتي وغيره فك الارتباط الارتباط اذا تشيطنوا الاشقياء .

 

ولكل ريح عاصفة - ولكل طهّاش نهّاش- ومن زرع الشوك لن يجني العنب .

 

سنريهم في الجنوب - إن شاء الله- مجتمعاً ملتزماً آمنا متناغماً متحاباً. سنعيد السيرة الأولى وذكريات وطن أنقذه الله بعد ان كان في غرفة العناية المركـّزة يتربصون به، لحقنه بجرعة -السيانيد -

جزى الله المصائب كل خيرٍ