مديرية غيل باوزير محافظة حضرموت لها تاريخ طويل في التحرر من الأستعمار وبناء الوطن. المتتبع لهذا الشأن يجد أن أول مسيره غاضبة ضد المستعمر في غيل باوزير كانت عام 1958م.
السبب كانت مسرحية حضرها المستشار البريطاني على خشبة مسرح المدرسة الوسطى أغضبت المستشار. أضطر في اليوم الثاني أصدار قرار بفصل ثلاثة من المعلمين المحليين. جاءت المسيره الطلابية تضامناً مع المعلمين الثلاثة مما سبب إلى أغلاق المدرسة الوسطى حتى هدأت الأمور .
في الستينات من القرن الماضي تشكلت في مدينة الغيل أول جمعية زراعية ترعى مصالح الفلاحين وتبعدهم عن أستغلال تجار التمباك بتحديد الوزن الحقيقي لبهار التمباك. في نفس الوقت قادت مسيره جماهيرية عند زيارة وزير السلطنة للمديرية طالبوا فيها بأقامة مشروع المياه. بين الوقت والآخر كانت غيل باوزير تشهد مسيرات طلابية تندد بالسياسة البريطانية في الجنوب. كان في مقدمتها الأستاذ عوض الله مصري الجنسية هتافه المشهور ( إلى البحر يا بريطانية ) .
بعد الأستقلال لم تتأخر المديرية عن مد الدولة الفتية بالكوادر المؤهلة على مستوى الوطن والمحافظة والمديرية. في الصراع مع نظام علي عبدالله صالح وفرض الوحده بالقوه بعد حرب صيف 1994م كانت نشاطات السكان بارزه على أثرها رحل الشماليون المرتبطون بالنظام من المدينة أنها أول مديرية تخلو منهم. في الأنتخابات الرئاسية الأولى والثانية لم يصوت أغلب السكان للمرشح صالح. أقل نسبة من الأصوات حصدها صالح في حضرموت من مديرية غيل باوزير. لاننسى قتل المعلم فرج مرجان بن همام من قبل نظام عفاش في مسيره يوم 27 أبريل 1998م. كانت للأهالي مشاركات فعالة في الأعتصامات التى تقام أمام النيابة العامة بالمكلا .
تاريخ المديرية السياسي لا يمكن حصره في هذه العجالة وأنما نقدم غيض من فيض. عندما أستولى تنظيم القاعدة على محافظة حضرموت في الثاني من أبريل عام 2015م لم ترضخ المديرية لهذا الحدث بل أشتعلت مسيرات جماهيرية تنديداً بذلك. كان شباب المديرية أول المتقدمون في تشكيل قوات النخبة الحضرمية .
في الأخير يأتي من لا يعرف تاريخ المديرية متفوهاً أن المديرية مؤبؤه بالأرهاب. المديرية ليست بؤره للأرهاب بل يوجد بها عناصر من تنظيم القاعدة أسوة بجميع المدن الحضرمية بل كانوا في صراع مع السكان قبل صراعهم مع قوات النخبة الحضرمية. تاريخ المديرية السياسي متواصل من أجل وطن حر وسعيد .