ما حدث في عدن يوم أمس الخميس الموافق 21 فبراير 2013م هي جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس ونقول ذلك ليس لاننا ننتمي أو نتعاطف مع هذه الجهة أو تلك ولكن القتل للنفس وبتلك الطريقة الوحشية لا يبرره شيئا.
ما شاهدناه في عدن السلام عدن المحبة شي محزن تقشعر له الأبدان وتشيب له الولدان، أطفال ونساء وشيوخ يذبحون ذبح الخرفان لأنهم يريدون إن يخرجوا في مظاهرة سلمية.
الجنوبيون خرجوا في الثلاثين من نوفمبر في العام الماضي وفي الثالث عشر من يناير بهذا العام بمسيرات مليونية شهد لها العالم ولم يحدث أي اختراق أمني أو أي حادث بسيط يذكر، وحتى في العام 2011م كانت تقام عدة تجمعات وكل جماعة تعرف مكان تجمعها، ولم يحدث شيئا من هذا، ولكن هذه المرّة عندما أصرت عصابات الإصلاح إن تقيم فعالياتها في المكان والزمان الذي يقيم فيه الحراك الجنوبي فعالياته هو دليل واضح لنية مبيته لارتكاب الجريمة.
نحن ندرك تمام الإدراك إن ما حدث في عدن قامت به عصابات الإصلاح القبيلة المتخلفة وبمساعدة رجال الأمن ولكنه خارج عن إرادة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لان الأوضاع لازلت تسيطر عليها العصابات الدينية والعسكرية القبلية المتخلفة.
ودليل ذلك هو ما قاله رئيس الحكومة السيد محمد سالم باسندوة في مقابلته الأخيرة قبل أيام على قناة الجزيرة والذي كان رده على معظم الاسئلة الهامة بـ لا أدري وبرر ذلك بقوله أنا رئيس حكومة وفاق قامت بالتقاسم بين السلطة والمعارضة وكل مجموعة تحتكم لحزبها والبعض لا يلتزم بأورامري لاني لم أقم أنا باختيار الوزراء.
وكذلك قرأنا اليوم في بعض المواقع الاخبارية إن السيد رئيس الجمهورية أثناء تواصل بعض أعضاء لجنة الحوار من الجنوبيين معه بشان ما يحدث في عدن قال: بأنه يصدر الأوامر ولكن لا أحد ينفذ أوامره.
القيادة الموجودة حالياً هي قيادة مؤقتة بسبب صراع العائلة الحاكمة على السلطة حتى يصلون إلى حل أو يسيطر طرف على الآخر ويستلم السلطة وهو ما بدأ يحصل بالفعل.
شعب الجنوب يدرك إن القيادة الجنوبية لا يملكون أي تأثير وخصوصاً بالشأن الجنوبي، حتى الجنوبيين المتواجدين في الأحزاب اليمنية لا يؤثرون بأي قرار حزبي، والمطلوب من رئيس الجمهورية ورئيس حكومته إن يعلنوا للشعب حقيقة ما يحدث، والمطلوب من قيادة واعضاء الاحزاب السياسية اليمنية "من الجنوبيين" تحديد موقف مما يحدث على الساحة الجنوبية.
نحن نعلم إن السيد الرئيس المعروف عنه باعتداله وسلميته وحنكته السياسية لن يرضى أو يقبل بأن تكون الذكرى الأولى لتنصيبه معمّدة بالدم ولكن اعدائه أرادوا إن يكون هذا اليوم كذلك.
أنا أعتقد إنه وبعد مجزرة الأمس لن يقبل الجنوبيين بحلول الترقيع ولن يقبل الأحرار في الشمال إن يبقوا رهائن لنزوات تجار الحروب وناهبي الثروات، ويدرك الأحرار في الشمال إن حرب اجتياح الجنوب عام 1994م لم يستفدوا منها بل إن أوضاعهم أزدادت سواءً، ولم يستفد منها إلا أمراء الحرب، وأظن إن الشباب الواعي في الشمال لن يسمح لهؤلاء العصابات باستمرار معاناتهم وأنهم سيفاجئون العالم بثورة عارمة لن تتوقف إلا بحرية حقيقية.
وأعتقد أيضا إن دول الإقليم ودول العالم لن تواصل الصمت إزاء ما يحدث على الساحة الجنوبية فهم يدركون إن الشعب في الجنوب لن يستطع إن يتحمّل أكثر من ذلك.
وهذه الوحدة التي حصدت أرواح الآلاف من اليمنيين جنوبا وشمالا وجلبت الفقر والحروب والدمار لأكثر من عشرين مليون يمني وهجّرت الآلاف وجرحت الآلاف وخلقت العداوة والكراهية بين أبناء الشعب الجنوبي والشمالي ودمرت دولتين، ولم يستفد منها إلا عصابات الحروب والنهب لن يرضى بها الله سبحانه وتعالى ولن يرضى بها المجتمع الدولي وسيكفر بها كل أبناء الشعب جنوبا وشمالا.
الوحدة كانت هدف استراتيجي وحلم كل يمني في الجنوب والشمال ولكن مجموعة من الإرهابيين قضوا على هذا الحلم.
وبعد عودة إنتاج نظام أكثر وحشية من النظام السابق والحقيقة هو نفس النظام لم يتغيّر، متى يقتنع الشعب اليمني جنوبه وشماله بأنه حان وقت الاعتراف بالآخر، وحان وقت تقرير المصير للشعب في الجنوب ليختار ما يريد؟.
والله من وراء القصد،،
22 فبراير 2013م.