حزب الاصلاح .. واللسان الطويلة الخبيثة

2016-09-18 13:50

 

صراحة لم أرى على وجه البسيطة كلها, شرقها او غربها, حزباً واحداً من آلاف الاحزاب السياسية, ذات الرؤى المختلفة والمتعددة والمتنوعة, كمثل هذا الحزب الذي سمى نفسه بـ(حزب التجمع اليمني للاصلاح), سواء كان في تملقه, او إنتهازيته, او انتقالاته حيثما تكون مصالحه, ان كانت في اقصى اليمين او في اقصى اليسار, أن كانت في السماء او تحت القبور. حزب جُبل على النفاق والإصطياد في المياه العكرة, وقلب الحقائق وتزويرها وفقاً ولرؤيته الضيقة الانانية. وليس هذا من قبيل رد الفعل لحماقاته او حملاته المسعورة على الجنوب واهله, ولكن من منطلق وضع النقاط على الحروف, وكشف حقائقه التي لطالما تستر خلفها بأقنعة الوعاظ والزاهدين والناصحين.

 

إننا لم ننسى كجنوبيين ومنذ ان تمت الوحدة بين الكيانين (الجنوبي والشمالي) وهو يبث سمومه وافكاره في اوساط الشباب الجنوبي, في محاولة ماكرة منه لإستقطابهم وتجنيدهم, لتنفيذ مخططاته الإجرامية, والتي لم تعد اليوم خافية على احد. تماماً مثلما فعله في عام 1994م حينما شارك في الحرب الظالمة على الجنوب, بل وافتى بإراقة دم جميع الجنوبيين(كبير او صغيراً, رجل او أمراة, طفلاً او شيخاً) تحت مسميات الشيوعية والعلمانية والكفرة وغيرها من مصطلحات اطلقها, لم يتجرأ عالم كائن من كان على وصف امة كاملة, او شعب باكمله بتلك الأوصاف الجريئة الخبيثة, والإفتاء بقتلها, ثم التنصل منها. بل ومن اخبث مافيه ان عاد بعدها ليتحالف مع هؤلاء الكفرة الفسقة وفقاً ولتصوراته ومفاهيمه تحت شعار(المصلحة فوق كل إعتبار), (وإذا لم تستحي فأفعل ماتشاء).

ثم تلاعبت به الاقدار ليكون اول المهنئين لإقتحام الحوثيين مناطق اليمن, وهم في طريقهم لإحتلال صنعاء, وفي عقر دارهم, كما كانوا حينها اول المتمردين والثائرين على سياسة الرئيس اليمني(عبدربه منصور), ثم مالبثوا وبعد أن رأوا بأم اعينهم, تدخل التحالف العربي الى جانب الحق ضد الباطل, ووقوفهم الى جانب الشعب المكلوم المظلوم, وان الكفة لامحالة, سترجح انتصار مايسمونها هم بالشرعية, إلا وانحازوا لها بالتطبيل والتهليل, وياليتهم كانوا للتحالف اوفياء او للشرعية مخلصين, انما تأمروا على الجميع ولازالوا للأن يتآمرون.

 

لقد فر هؤلاء فرار الجردان في وقت كان وطنهم الذي يتشدقون به وبحمايته, في امس الحاجة لسواعدهم, وماتركيا عنهم ببعيد, ولازالوا هم فيها وفي غيرها هرباً وتنصلاً عن اداء الواجب, وهاهم اليوم يقولون مالا يفعلون, إذ لم نرى ولا جبهة واحدة من جبهات الشرف والنضال, كان لهم فيها شرف الحضور فضلاً عن القتال. بل ولم نرى اية جهود يقومون بها نصرة لمن يزعمون بموالاتهم ومحالفتهم, غير الكلام والكلام فقط, بل ان مانراه اليوم من خلال قنواتهم الفضائية وتصاريح مهرجيهم وافتراءاتهم الماكرة, لاتخدم هذا التحالف و لا الشرعية, بل على العكس تكيد لهم كيدا. وبدلاً من ان يسخروا امكانياتهم وقدراتهم تلك في قول الحق ونصرة المظلوم, ومحاربة الصفويين الجدد, نجدهم لا ينظرون بأعينهم الحاقدة, إلا إلى شيء واحد فقط وهو (الجنوب وشعب الجنوب), وكأنهم أحرص من هذا الشعب على نفسه (قبحهم الله), فكل خطاباتهم وعناوين اخبارهم, ولقاءات نجومهم ومحاوراتهم, لاتهتم إلا بالجنوب وارضه, وكأنهم قد خلوا من المشاكل والصراعات الداخلية والتي لو وزعت على كل الارض لأدمتها واكفهرت ببشاشتها. وياليت هذا كان من باب الحرص والغيرة, لقلنا هان الأمر, ولكنه من باب الحقد والكيد واللؤم الذي لن يصيب الا صاحبه.

 

ولا احد يستغرب في الغد, ان انتقل هذا الحزب اللئيم, من اقصى اليمين الى اقصى اليسار, فالايام حبلى بالمفاجآت, ولكن الحذر كل الحذر منه, ومن سمومه, وغدره, والأيام بيننا. تحياتي.

 

*- أنور السكوتي – الشحر