كثيرا ما أنتقدوا بعض الشخصيات السياسية والسفراء والقادة الاجانب ، كثيرا ما إنتقدوا تعدد المنابر وتعدد وجهات النظر وصعوبة الحوار مع (الجنوبيين) وهم ضمن كيانات متعددة، مـُتـضادة بل ومـُتشاحنة تحت مسمى (الحراك) .
وسبب تعدد المكونات وتشظيها وتوالدها، لا يخفى على الكثير، إذ ان هناك تجاذبات سياسية دولية وداخلية ، وهناك محاولة بل تصميم لتشتيت الموقف الجنوبي، وجعله يعيش صراعات مختلفة تحمل الآخرين على أستضعافة بل وإقصائه من الساحة.
وعن دعوة اللواء محافظ عدن في أنشاء(كيان سياسي جنوبي) فهو هنا يمثل طموحات الجنوب ويهدف بكل صدق ووطنية إلى أن يزيل عن الوطن هذا الضعف والاستضعاف والهوان.
لقد مرت سنوات عجاف والحراك في تشرذم مخيف، ورغم الإجماع الشعبي الغير مسبوق، الاّ ان القيادات تتلون في مواقفها وتتباين وجهات نظرها ، فافسدت بذلك ملامح الوحدة في الرأي ، والقدرة على تمثيل الوطن بشكل موحد وضمن كيان شامل يحمل هموم الوطن ويمضي به إلى مستقبل الايام.
وفي عز الضياع والتهميش أتت دعوة المحافظ اللواء عيدروس الزبيدي ، اتت لكي تنتشل الوطن من وعثائه، وتهيب بالمكونات البعد عن التشظي، والإنضواء ضمن حامل سياسي يمثل الوطن ويخوض معترك الحوار الندي في كل محفل ومنتدى .
هل نتدارك الوطن؟ وهل يمكن لنا ان نتبراء من أنانيتنا في سبيل الجنوب الذي يعاني من مرارات الأنقسام والتشظي؟ وهي مرارات بعضها منّا وبعضها بفعل فاعل.
وكلمة اخيرة، فان استقرار الجنوب لهو استقرار للشمال وملاذ لهم من الهلاك والحصار ، فأخوتنا في الشمال اليوم يُجرون الى حرب عدمية إنتحارية وهناك محافظات في الشمال محاصرة تعيش القتل والاستنزاف والإذلال.
ف بيت معمور خيرا لنا من وطن خراب