اليمن... على خُطى ليبيا شبر بشبر

2016-08-29 00:11

 

سقط القذافي في ليبيا، ومعه سقطت ليبيا، وكأن استمرار الجغرافيا رهن بحضور الزعيم!

دمّر الـ"ناتو"  البلاد بعصا قطرية، ، ثمّ تركها لجماعات التطرّف والغلوّ، والنتيجة تسع عشرة  إمارة ليبية، وسبعة ألف وميئتي فصيل يتناحرون في كل شبر بأرضها كلّ منها يدّعي أحقّية فرض تطبيق شريعة الله في الأرض.

وعلى خطى ليبيا، تسير الأمور في اليمن. فإيران لن تترك رقبة السعودية من بين فكّيها في اليمن، إلّا متى ما سحبت المملكة كلّ أوراقها من الأرض السورية ومن العراق أيضاً، عبر تسوية تتنافر فيها مصالح الطرفين، كلّما طال أمد الحرب هنا.

قوى دولية ترى أن أيّ ترتيب للوضع في سوريا والعراق لن يكون متاحاً، إلّا بإيجاد وطن بديل للآلاف من عناصر الجماعات المسلّحة المتناحرة هناك، وشمال اليمن تحديداً هو البيئة الأنسب حاليّاً لاستيعاب هؤلاء، وقس ذلك على خروج قيادات "القاعدة" من مدينة عزّان في محافظة شبوة، فجأة، إلى محافظة البيضاء. كما أن تواجد العديد من التنظيمات الجهادية، التي تقاتل علانية، في كلّ من جبهات تعز ومأرب والبيضاء، دلائل إضافية تشي بهذه الترتيبات، التي تقول تسريبات إنّها، على الرغم من علّاتها، الخيار المتاح في الوقت الراهن على الأقلّ.

 

الحرب القوية التي تشنّها المقاومة الجنوبية، ممثّلة بالسلطات المحلية والأمنية في كلّ من لحج وعدن وحضرموت وصولاً إلى أبين ويافع، وبدعم قوي وإسناد مباشر من التحالف ضدّ الجماعات المسلّحة، بمختلف مشاربها، دليل آخر على بداية تشكّل ملامح توزيع الخارطة الجيوسياسية القادمة في اليمن.