ربما كان هذا العنوان صادما للقراء فكيف نفرد مقالا لشخصين ناشطين من جملة ناشطين جنوبيين كثر.? وقد يرى البعض ان هذا الامر شخصنة للقضية.
البعض يتوقع قبل ان يقرأ انني ساحمل على هذين الناشطين والبعض الاخر يتوقع العكس ولكنني لاأقصد هنا لا المدح ولا الذم فليس هذا من شيم قلمي ولكنني اردت لهذا المقال مناقشة ظاهرة عامة في الحراك الجنوبي من خلال هذين الناشطين قد أكون مصيبا وقد أكون مخطئاً.
أقسم للجميع أنني لم أعرف أحدا من هذين الرجلين ولكنني سمعت عنهما كما سمع الآخرون ويبدو أن أكثر ما سمعته عنهما كان سلبيا واقله كان إيجابيا، فهما على كل حال ينتميان إلى حركة 16 فبراير الجنوبية، تلك الحركة التي لم تعجب كثيرا من المكونات السياسية الجنوبية وجرى توجيه التهم إليها ، ولست هنا بصدد الدفاع عن هذه الحركة لكني أعدها مكونا من مكونات الثورة الجنوبية التحررية متميزة بوجودها في مدينة عدن وبأن منتسبيها شباب في الغالب ولكني أستطيع أن أقول أن هذه الحركة برزت أثناء الغزو الشمالي الأخير للجنوب أكثر من أي مكون آخر حتى من المكونات الكبيرة ، فقد أسهم شباب المنصورة بالذات اسهاما كبيرا في جبهات ومواقع مختلفة من الجبهات حول مدينة عدن الحبيبة وابلوا بلاءا حسنا فضلا عن نضال الحركة السلمي منذ تأسيسها حتى اليوم .
لا أدري لماذا نحن الجنوبيين ننتقص من بعضنا ونهمش بعضنا سواء على مستوى المكونات أو على مستوى القيادات أو على مستوى الناشطين، ونبحث فقط عن المثالب لنوصم بها هذا المكون أو ذاك أو هذا الناشط أو ذاك مع أن الكمال لله والجنوب الوطن والقضية والثورة محتاج إلى كل أبنائه وإلى كل ناشطيه مهما كانت الإختلافات .
أحمد الإدريسي لم أسمع عنه خيرا ولكن عندما سألت أكثر وجدت إنه قاتل في الحرب الأخيرة وصمد وكان قائدا واخيرا نال ثقة المقاومة في عدن ليكون قائدا دوريا لها فهل هذه الثقة جاءت من فراغ أو من خلال التزوير أو أن مجاميع المقاومة في عدن لم تنخرط كلها في هذا التوحيد وان هذا المجلس المشكل لا يعبر إلا عن أصحابه وأنه مجرد شكل?
في الحقيقة لم أسمع معارضات لا قليلة ولا كثيرة على هذا المجلس مما يدل على أن أكثر المقاومة في عدن قد انخرطت فيه ولم أقل كل المقاومة توقعا من أن يكون هناك من المقاومة من لم يدخل في هذه التشكيلة الثورية في عدن.
اما أديب العيسي فإن اسمه كثير الدوران في أوساط الحراك والمقاومة حتى تعجبت من أمره وأحببت أن أراه واجلس معه لاقف أمام حقيقة ما يقال عنه مع أن أكثر ما سمعت يعد سلبيا ولكن ليس كل ما يقال حقيقة ولا توجد أدلة دامغة على كثير مما يقال ، سألت أحدا مرة ممن يعرفه فضحك وقال أديب الله يهديه يحب نفسه كثيرا ويريد الظهور والقيادة قلت له أهذا كل عيوبه قال نعم وقلت لعل هذه الصفة تكون إيجابية اذا تم توظيفها توظيفا جيدا وموفقا ، فلا يوجد أحد يعمل في السياسة وهو مثالي مائة بالمائة ولا يحب نفسه مثقال ذرة فالسياسة عموماً ملكة وموهبة وليس لأي أحد أن يكون سياسياً بمعنى أننا لا نستطيع أن نجرد السياسة من الذاتية لكن الذاتية قد تكون مشكلة حين تطغى وتكون على حساب الولاء المخلص للوطن أو ينتقل صاحبها إلى صف الأعداء .
قلت لصاحبي هذا المهم انك تستطيع أن تؤكد أن اديبا لا يشتغل لحساب جهات أخرى معادية للقضية قال حاشا لله ولكنه فقط يريد يظهر ويحاول تهميش الآخرين ، قلت له هذا العيب موجود لدى جميع المكونات والقيادات تقريباً فالسياسيون ليسوا ملائكة. وحتى الإختلاف الأخير بين الإدريسي والعيسي يمكن ردمه وتجاوزه وما كان له حتى أن يظهر ولكننا في الجنوب عاطفيون وانفعاليون ولم نستطع أن نتحمل وان نتجاوز وان نتنازل من أجل الوطن ونركز كثيراً على العيوب والمثالب وننفخ فيها ونبالغ ونهدم بعضنا بعضاً بوعي وبدون وعي ونسيء الظن ببعضنا ونصدق الإشاعات التي قد يكون مصدرها أعدائنا .
انا لا أقول أن نتغاضى عمن يضر بقضيتنا أو يعمل لحساب أعدائنا ولكن أقصد كيف نتعامل فيما بيننا كرفاق درب أصحاب قضية عادلة ينتظرنا وطن أن نحرره وشعب نقيم دولته المستقلة فيجب الا نخسر بعضنا بسبب إشاعة أو إختلاف بسيط أو أمر شخصي أو تنافس سياسي أو حزبي أو مناطقي أو لسبب مادي أو لاني لا ارتاح لفلان أو علان ولم يدخل في مزاجي فهذه كلها صغاءر يجب أن نترفع عنها .
علينا اذا ان نتعامل بحسن الظن كرفاق درب وإلا فإننا لن ننتصر ومن وجد شيئا في نفسه من هذا الرفيق أو ذاك أن يكاشفه ويفاتحه بكل شفافية ولا نبني قناعاتنا على أوهام واشاعات . وأنا هنا لا أدافع عن الناشطين المذكورين ولا ازكيهما ولكنني في الوقت ذاته لا أستطيع أن اصدق ما يقال عنهما بسلبية من غير دليل سواءاً هما أم غيرهما لإن السياسة في الجنوب قد ابتليت بظاهرة عدم رضى الجميع من الجميع وصراع الجميع مع الجميع فما من قائد أو زعيما أو رئيس أو ناشط لو مكون إلا وقد قيل فيه من الجنوبيين أنفسهم ما لم يقله مالك في الخمر .
أسأل الله أن يهدينا جميعا إلى سبيل الرشاد والحق والإخلاص والولاء للوطن وأن يؤلف بين قلوبنا ويجمع كلمتنا قال تعالى ( ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا) .
والله ثم الجنوب من وراء القصد