أحذروا .. داء اليماني

2015-09-12 09:06

 

يبدو إننا كعرب لا نستفيد من التاريخ وأحداثه , ولا نتعظ مما مر علينا من قصصه واخباره , ولا نعتبر إذا اخذتنا العبرة , إلا بعد أن نلدغ من نفس الجحر مرتين واحيانا اكثر , فما بال اقوام يلدغون كل يوم مائة مرة دون أن يتعظوا أو يعتبروا من هذا الداء الخطير المسمى ( داء اليماني ) , وكأنهم في انتظار القاضية منه , فياكم وكم حذرتنا منه الكتب والأقلام , وياكم وكم أصيب من لوثاته أفراد و جماعات , بل وأمم , أسألوا عنه العثمانيين والاتراك والمصريين ونحن الجنوبيين .

 

لقد خبرناه نحن الجنوبيين وجربناه وعانينا منه أشد المعاناة , إلى أن تعافينا منه بجهد جهيد , وقدرة قادر , فها نحن نحذر منه اليوم , ولا زلنا نحذر , وسنحذر , كي لايقع أحد ما فريسة هذا الداء .

 

فأتبهوا من هذا الداء الذي لم يعرف التاريخ مثله , فهو ليس بجدري ولا حصبة , وليس بسل أو ملاريا , وليس بإيدز أو سرطان , انه اخطر منهن جميعاً , فهذا الداء خطير مستفحل , لم يجد له التاريخ علاج وقد تجاوز عمره الأربعة عشر قرناً ولا زال مهيمن على ضحاياه , يفترسهم افتراساً كلما سنحت له فرصة , داء يصيب عن طريق المعاشرة أو المصاهرة أو المتاجرة أو حتى المجابرة , ولا يسلم منه حتى الناس العابرة , ورحم الله ذلك الشاعر الذي شخص لنا اعراضه بغية الإحتراز منه , دون أن يلتفت  لذلك التشخيص احد , ربما لانه كشفه بصورة عرضية فغاب عن الكثير مضمونه , يقول الشاعر المخضرم العباس بن مرداس بن ابي عامر السلمي في قصيدته التي مطلعها :

أصابت العام رعلاً غول قومهم   

                         وسط البيوت ولون الغول ألوان

 

إلى أن قال :

وفي هوازن قوم غير أن بهم

                          داء اليماني فإن لم يغدروا خانوا .

 

وهوازن من القبائل العربية ( العدنانية ) والتي تعد من جماجم العرب الكبرى . فماذا قصد الشاعر بداء اليماني , ولماذا سمي باليماني ؟ , انه ببساطة : مرض القوم الذين إذا  لم يغدروا خانوا فاحذروهم .