المثقف الحقيقي هو ضمير الأمة والشعب. يُمثل صوت وتوجه المصلحة الجامعة ومقياس للإنحراف الإجتماعي والسياسي والفكري ... الخ.
متى ما أحس به قام بدور التصحيح، يرى بمنظار الوطن كل الوطن والإنسان كإنسان دون النظر لمعتقده وعنصره ولونه، ولا بمنظار العصبية أياً كان نوعها وشكلها، وهنا يبرز سؤال جوهري وأساسي أين تكمن مشكلة المُثَقَّف وأزمته؟
في رأي تكمن الأزمة والمشكلة في العقل المُكَوّن للمُثقف:
فعقل المُثَقَّف إما كونته ثقافة الإنحراف التراثية فقيدته في الماضي بعيداً عن واقع عصره فعاش الماضي ومشاكله. أو كونته ثقافة الإستغراب فقيدته أيضاً بعيداً عن هويته وثقافته وواقع عصره فعاش الأخر ومشاكله، أو كونته ثقافة العصبية أياً كانت إضافة الى ثقافة إنحراف الماضي أو ثقافة الإستغراب فنتج عن ذالك مثقف هجين.
ونتج عن كل ذالك ثقافة مُشَوَّهة أنتجت مجتمعاً مشوهاً ودولة مُشَوَّهة، وكان نتاج ذالك مجتمعاً ودولة فاشلين. نحن بحاجة الى مُثقفين يمتلكون جُرأة تصحيح ثقافة التراث وتجذيرها مع دين الله الرسالة الخاتم ومع كتاب الله وصحيح سنة رسوله عليه الصلاة والسلام والتي قطعاً لا تتعارض مع كتاب الله وكذالك جُرأة استلهام حضارة العالم والأخذ بما يتناسب مع الرسالة الخاتم وبالقطع سنجد الكثير من نتاج هذه الحضارات لا تتعارض مع دين الله الرسالة الخاتم لأنه دين كوني إنساني عالمي. ويصيغوا من ذالك ثقافة جامعة تتلائم مع واقعنا المعاصر وتنتشلنا جميعاً الإنسان والمجتمع والدولة والوطن من حلقات الصراعات المدمرة الدائرة، فبغياب هذه الثقافة الجامعة عشنا مجموعات متنافرة متحاربة لكل منها عقيدتها وثقافتها ووطنها الخاص.
ذالك المثقف الذي نريد وقليلا ما هُم وتلك الثقافة التي نريد لنخرج مما نحن فيه.
فهذا بداية الخلاص وطريق النهظة.