أقيال الفوضى .. حميد ومحسن وصالح والحوثي

2015-06-28 23:07

 

كانت اليمن منذ آلاف السنين تدار من خلال الاقيال (الملوك) الحميريين ولكن في فترة الإمامة التي خضعت لها اليمن وبعد غرق الاقيال في حروب بينية جلب الأئمة من الحجاز وارتضت الأقيال بالدور الثانوي تاركة القول الفصل للأئمة من الزيود وحين أختل التوازن وتغيرت الخارطة رجعت الأقيال لسياسات التاريخ الفوضوية، إنها سمة تاريخية أما أن تدار اليمن بالأئمة الزيود قوى التخلف والاستبداد المتناقضين مع توجهات الحداثة بالمنطقة والعالم المعاصر أو مع حتمية المواجهة بين قوى المنطقة التي تغذى من قبل أعداء شعوب المنطقة العربية لتأجيج الصراعات البينية وخلف الفوضى العامة التي تنفذ اليوم عبر أقيال الماضي والتاريخ وهي المؤسسات القبلية الضامنة لقوى إدارة الفوضى .

 

لقد دفعت دول الجوار فواتير لهؤلاء الأقيال كبيرة شهرية ومخصصات سنوية ولكن التركيبة البنيوية لثقافة الماضي وأقيالها هي التي طوعتهم عبر قرون في رضوخ الأقيال للأئمة الزيود التي استطاعت عبر قرون من الزمان كيفية الإمساك بزمام هؤلاء الأقيال بالممارسة ومن هنا يتوجب لخلق حالة من التوازن باليمن ينعكس على المنطقة تحييد تلك القوى من إماميه ورديفتها قوى ما يسمى بأقيال التاريخ والماضي التي حينما تلتقى تلك القوى وتتحد توصف بقوى التخلف والاستبداد وكان الإمام أحمد يمثل ذلك المنهاج باتخاذه تعز المدينة الجنوبية لليمن الأسفل مركزا له لتحصين اليمن من قوى الحداثة القادمة من الجنوب المتحضر وعلاقة جنوب اليمن بمراكز الجنوب العلمية تجلت بمنابر زبيد والمخاء وتعز بالوهط وعدن وحضرموت، لذا فالجنوب هو مكمن قوى الحداثة والسبيل الوحيد لقوى التغيير باليمن ولو لا الجنوب بمنهاجه السني المجاور لليمن لتحول اليمن كله للمنهاج الزيدي فلم تكتسح تعز والبيضاء كدماج منذ التاريخ بل ظلت صامدة بالرغم من جنود الإمامة المحصورين في جزر مغلقة سميت بالجحملية وجميعهم من الأبناء والأقيال.

 

ومما تقدم نجد أن هاشم والمقدشي وحسين يريدون أن يبدأون أعمالهم من حضرموت ويطلبون قيام معسكرات لهم بحضرموت وهذه مطالب غريبة للأقيال، فالأجدر بأقيال اليمن التوجه لبلداتهم وجمع قوى التخلف لتوجه ضرباتهم لقوى العصرنة والتحديث من مناطقهم ولن يفلحوا إلا بصدقهم وحينها نوعدهم بذلك حينما يحملوا ثقافة العصر بأن الجنوب سيفتح لهم كل الطرق المؤدية لصنعاء لضرب قوى الفوضى بالمنطقة وباليمن وسنعيد التاريخ والماضي القريب بمساعدة قوى الخيرة بالمنطقة وقوى السلام فمفاتيح اليمن الفعالة هي جنوبية الصنع والتكوين.

 

إن وجود الحليلي على قمة قيادة المنطقة العسكرية بحضرموت الداخل بوابة الساحل الحضرمي والجنوب مثيرة للقلق وهو المنتمي لمنطقة حليلية بصنعاء التابعة لأقيال بني مطر، إن حتمية المواجهة بحضرموت منظورة اليوم قبل الأمس والمواجهة مع قوى الشرعية بالجنوب مقبلة مع من يمسك بزمام الوادي ورفضه لليوم تدريب وعسكرة قوى المنطقة وأبنائها لهو دليل واضح على تمكن ثقافة الهيمنة وامتدادها من ساسة الماضي المرفوضة جنوبيا لذا فالبديل هو إحلال الجنوبيون الحضارم من محافظات الجنوب الست لعسكرتهم ورفدهم لكل معسكرات الصحراء بحضرموت حتى يتم تحرير مناطقنا ومن ثم مساعدة اليمنيون على تحرير اراضيهم وبغير ذلك هو هدر للمال والوقت ومن الله التوفيق .