قرأت هذا اليوم خبرا قصيراً نشرته الصحيفة الالكترونية المعروفة - شبوة برس- نقلت فيه جُزيئة مهمة من المقابلة حيث جاء في مقابلة تلفزيونية لرئيس الحكومة السابق في الجنوب ورئيس الوزراء ما بعد الوحدة ، مع محطة سكاي نيوز Sky News والذي فيها حذر العطاس من خطورة بقاء الحكومة الشرعية خارج حدود الوطن .
والحقيقة ان بقاء حكومة شرعية مُعترف بها دوليا تدير مشاكل الوطن عن بعد وهي مشاكل بل خطوب بالغة الخطورة والاهوال وفي ظرف تارخي عصيب وقاهر،أن مثل هذا الوضع للحكومة يفقدها بعد حين حساسية المهنة والتماس والتعايش مع تطلعات الشعب وهمومه وقضايا اليومية المضنية ، وربما تفقد الحكومة الشرعية، وهي في المنفى ثقة الشعب بها وانحسار تاثيرها في وعي الناس وذاكرتهم وقد تمر مياه كثيرة في نهر الوطن دون ان تحس بها وتدركها الحكومة الشرعية وهي في منفاها .
أن غياب الحكومات الشرعية وعملها من المنفى له في التاريخ الحديث حالات مشابهة ومنها حكومة ثوار فرنسا التي اتخذت من لندن مقرا لها اثناء اجتياح فرنسا من قبل النازية ، وكانت تلك الحكومة او المقاومة ان صح التعبير بقيادة الجنرال والسياسي المهيب- تشارل ديجول - ولكن لندن لا تبعد عن البر الفرنسي اكثر من اربعين كيلو متر بحري ولم يكن لدى حكومة فرنسا الحرة آن ذاك شبراً محرراً من ارضها.
أن حكومتنا الشرعية في المنفى ليس لها ان ترتاح في وثارة فنادق الرياض وفي صوالينها البهية التي تحفل بكل مبهج ووثير بل عليها ان تتعايش وتقبل ان تبقى على تماس مع شعبها وبين أهلها وتحت غبار الوطن وحره وجوعه ووعثائه ومخاطره .
وكما نوه السيد العطاس لدينا مناطق آمنه ولدينا مناطق نستطيع ان نجعلها آمنه، وعلينا ان لا ننساق الى نوازعنا وعواطفنا وملذاتنا وان نخشوشن، وسامحونني أن اقول لقد استمرأت حكومة الشرعية هذه الرفاهية والأضواء والأسفار والنعيم والإنفاق وأكاد أقول أن مثل هذه الرفاهيات -والوطن يعيش فواجعه - لتعتبر من مبطلات الوطنية .