ما تطرق له الدكتور حسين لقور بن عيدان حياة الله في مقابلته التلفزيونية في قناة الجزيرة مباشر ، ما تطرق اليه يشكل حجر الزاوية ،فالخلل الذي نعانيه في الوطن، هو خلل فادح ومخيف- هو ماثل اليوم ولسنوات طوال في لبنان ، وهو التقاسم الاستحواذي للسلطة وشكل هذا وصول تيارات مذهبية وهم حزب الله الى تعطيل مسيرة الحكومة بل وشلها تماما .
في اليمن لدينا وحدة، وليست إلاّ ضم والحاق ولدينا دستور -مطاطي- كان يبدل نصوصه الرئيس السابق صالح كما يبدل رباطات عنقه .
ولدينا تبادل للسلطة وهو في الحقيقة تثبيت لمداميك سلطة اسرية وقبلية ليست لديها مشروع وطني بل مشروع شخصي وتَفَودِي .
ولم تَتجرأ اي دولة او كيان ديمقراطي وتعددي إلاّ اليمن في التلاعب بالديمقراطية وتحريفها الى اعماق اعماقها . وتبلغ الهوس بديمقراطية -صنعاء - في ان يطلب او يأمر مرشح حزب المؤتمر لمنصب الرآسة، ان يطلب من حزب منافس وقوي وهو -حزب الاصلاح - بان لا يرشح منافس للرئيس لخوض الانتخابات الرئآسية ، ويكتفي بمرشح حزب المؤتمر وهي قضية صادمة و لا يستطيع اي عاقل ان يفهمها ،فكيف لفريق كرة قدم -كمثال- ان يلعب ضد نفسه !
الخلل كما نوه اليه السياسي والخبير الدكتور حسين بن عيدان ،هو انه اذا لم يتم تدارك الوطن في الاعتراف بما يدور من كوارث ،ومنها منظومة الحكم الاسري ذات اللون المناطقي المذهبي والمهيمن، واذا لم يتم تفهم قضية الجنوب واستحقاقاته المشروعة وهي إستحقاقات بالغة الوضوح ولا ينكرها الا مكابر اذا لم يتم تدارك ذلك فاننا ننفخ في قربة مثقوبة ،بل لن ولا يستقيم ظل الوطن وصنعاء مِعْوجة .