بادرة شعبية عدنية أكثر من رائعة أثلجت صدور الكثير وقامت بإيقاف المد الحوثي (الفارسي) الذين أرادوا اجتياح الوطن ونشر فكرهم الغوغائي الطائفي الإقصائي التهجمي المتغطرس وتوغلهم إلى عدن والسيطرة على المدينة المسالمة وتحريكها كما يشاؤون والعبث بها واخضاعها لحكمهم (الشاذ) والغير مقبول جملة وتفصيلا، فظنوا (عدن) لقمة سائغة ممكن ابتلاعها في سويعات كما عملوا في الكثير من المحافظات الأخرى ودخولها في وقت أقصاه نصف يوم، فاستطاع رجال عدن بالرغم من شحة الإمكانيات وقلة السلاح ونقص العتاد وعدم كفاية الدعم وغياب الخبرة العسكرية إلا أنهم قاموا بالذود عن مدينتهم والاستبسال الرجولي في الحد والقضاء على المتمردين الذين طغوا في البلد تخريباً وتدميراً.
أبناء عدن بكل أطيافهم وأحزابهم وميولهم ومشاربهم وتوجهاتهم خلعوا لباس الانتماءات السياسية والاجتماعية وتقمصوا رداء الولاء لعدن والانتماء لمدينتا فقط، فأصبحنا صفاً واحدا ودرعاً موحدا وجسداً متكاثفاً وعلى صعيد قلب رجل واحد وخرجنا إلى شوارع عدن وطرقاتها دفاعاً وحماية عن مدينتنا، وعدم السماح للمليشيات المسلحة الدموية التابعة (للحوثي وصالح) باحتلال عدن وممارسة عدوانهم الغاشم المستبد والخضوع لفكرهم القمعي والرجعي، فمن خلال ذلك ضربنا أروع الأمثلة في كيفية التضحية للتماسك والالتفاف حول النسيج المدني والتممترس بسياج بشري وحاجز جسدي أمام التقدم لدبابات ومدفعيات العدو القادم من جبال مرَّان.
المقاومة الشعبية العدنية سطرت بدمائها وأرضها ومالها وقدمت فلذات أكبادها وخيرة شبابها وشارك الجميع كلٌ حسب قدراته وإمكانياته فساهم الجميع في سد ثغرة من ثغرات الهيكل العدني ليبقى ثابتاً راسخاً رسوخ الجبال ماسكين بأيدينا نجوم السماء رافعين رؤوسنا عنان السماء ناصبين أمام أعيننا راية النصر والعزة والكرامة، صحيح أن هناك شهداء وجرحى ومباني دُمرت وعمارات أُحرقت وسيارات كُسرت إلا أن كل شيء يهون لأجل الحفاظ على عدن حرة أبيه، فعدن كانت ومازالت وستظل السباقة في تقديم كل غالي ونفيس لتؤكد للعالم أجمع أن لعدن أبطال ورجال أشاوس وهي مقبرة للغزاة.
في عدن استأصلنا شأفتهم وكسرنا شوكتهم وحطمنا كبريائهم وأرغمنا انوفهم في التراب، فتحية اجلال وإكبار لكل عدني حر وعدنية حرة فبعد الله عز وجل ومن ثم بفضل هؤلاء الأحرار والحرائر ظلت عدن صامدة غير راضخة لأي اعتداء مهما كان حجمه أو كبرت امكانياته فعدن برجالها بالمرصاد لكل من يريد المساس بأمنها والتعدي على حقوقها وكبت ارادتها.. فالله درك يا عدن.