المتتبع للاحداث المتسارعة التي يعيشها الوطن, يدرك ان بداياتها وإرهصاتها كانت تحمل هذه النتيجة المأساوية الساحقة الماحقة . ولاول مرة يقف الوطن العربي والعالم ربما بكل دولة العظيمة والمحايدة والشرق الاوسطية والافريقية يقف كله مع هذه الضربة الوقائية بل ان مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ هو مؤتمر تمحور بجدارة حول عاصفة الحزم Decisive Storm
ولو عدنا الى تاريخ الصرعات والضربات الاستباقية سنتذكر الحصار الامريكي لجزيرة -كوبا- وذلك في تاريخ 14 اكتوبر 1962م حيث حاصرت امريكا واعلن رئيسها جون كندي ان كوبا سوف يتم ضربها اذا لم تسحب الصواريخ البلاستية العابرة التي كانت قد نقلت سرا الى خاصرة الولايات المتحدة الامريكية ونصبت في جزيرة -كوبا- وقد كانت الحرب العالمية الثالثة قد اوشكت ان تُعلن لولا أنصياع خروتوشف وقبول روسيا سحبها تجنبا لحرب نووية، لا تبق ولاتذر فتنفس بعدها العالم الصُعداء .
عربياً تدخلت ليبيا في السودان بان اعترضت طائرة قائد الانقلاب الشيوعي في السودان بينما كانت طائرته قادمة من لندن وتمر بالاجواء الليبية وتم اعتقال هاشم العطا وبعد ذلك تم أعدامه ،وتدخلت الحكومة المصرية بعد ذلك بجيشها ونحجت في عودة الشرعية .وعاد النميري للحكم وكان ذلك في 19 يوليو 1971م
وعن تاريخ الحروب بين دول الجوار العربية فالجميع قراء عن الحرب التي دارت رحاها بين كل من المملكة العربية السعودية والمملكة المتوكلية اليمنية وانتصرت فيها المملكة وتوغلت جيشوها آن ذاك ،بقيادة الأمير خالد بن عبد العزيز آل سعود واستولت على مساحة هائلة من الارض اليمنية بما فيها الحديدة ولقد انتهت الحرب بالانسحاب من الحديدة وبقية الاراضي اليمنية وتكللت باتفاقية سلام -مُلهمة -بين المملكتين وذلك في تاريخ 26 يوليو1943م
اليوم يعيد التاريخ نفسه وتقرر المملكة العربية السعودية ان تٌقدمْ على حرب وقائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وقررت مواجهة الصلف وطغيان القوة ودق طبول الحرب التي صارت حديث يومي للمتنمرين الانصار .
ولقد وطدت المملكة العربية السعودية العزم على ايقاف هذه الرعونات والاستفزازات بعد ان استنفذت كل سبلها في التفاوضات وفي الوساطات والاقناع، ويعلم الجميع ان الانصار كانت لهم ولا زالت عقيدة التوسع السياسي إستلهمتها من تماهي مذهبي زيدي -شيعي إيراني - ولقد برهنت الاحداث ان الدافع والمشجع والشاحن في هذه التحشدات للقوة وعسكرة اليمن هي الجمهورية الاسلامية الايرانية فلديها مشروع توسعي مخيف وعدمي .
ولن أتحدث عن الاجماع الاقليمي والدولي الواثق المتوثق من جدوى واهمية -عاصفة الحزم- فهي الدواء الناجع لايقاف الرعونات والتمترسات والاحترابات والحد من الغل والفتن . والفتنة اشد من القتل .فلم نرى من يشجب او يغترض عن هذه الحرب الوقائية وما نسمع عنه من اصوات فردية هو الاستثناء الذي يُثبّت القاعدة .
ولقد آن الأوان ان يستجمع اليوم السيد عبد الملك الحوثي شجاعته وحصافته ووعيه وحكمته ويعلن بما أعلنه بالأمس آية الله الخميني ابان الحرب مع بغداد ، اذا قال انني اقبل ايقاف اطلاق النار مع بغداد بعد حرب ضروس لحقن دماء المسلمين .
الفرق ان الخميني اردف، ان ذلك وكانه يتجرع السم الزعاف، بينما السيد عبد الملك الحوثي اذا اعلن وقف اطلاف النار وسحب قواته من الجنوب وسلم السلاح ودخل في حوار مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية فهو بذلك كمن يشرب نخب السلام والوئام . فأعظم أنتصار هو السلام . انقذوا الوطن من حرب دموية تمزقه وتطحنه اليوم طحن الرحا بثفالها .