بغض النظر عن المسمار سواء أكان جديدا أم أصابه الصدأ، المهم أنه مسمار، ورحمة الله على الرئيس “سالمين” وعلى أمة محمد أجمعين حاضرين وغائبين.
وقصة سالمين مشهورة، تتلخص بمقولته الذائعة الصيت: “السوفييت مشكلة كالمسمار بالرأس إن دقيته مت وإن نزعته مت”، هذه بالضبط مقولته في السبعينات، وهذا ما نستوحيه اليوم حول ما عانيناه ونعانيه من المجنون فاقد الأهلية الرئيس المخلوع، وأيضا من الذين اعتقدنا بأنهم في شمال الشمال كمثلنا في الجنوب بـ“الهم شرق”.
أحببنا الأمل والمنى، والوحدة كانت بقلوبنا وأكبر همنا، ولكن للأسف بها اكتوينا ولأول مرة ذقنا المُر والحنظل، وأصابونا في 94م بمقتل بتعاون الشقيين منا للأسف!. ولم نكن نظن بأن الأمل والرجاء سيكون هكذا، وستكون النتيجة كما يقول إخوتنا المصريون “خل وخردل” ظاهرة الرحمة وباطنه العذاب والقتل والنهب والفيد، وممِن؟ من الذين ظننا أنهم إخوتنا وأعزاؤنا، والله اختلط علينا الحابل بالنابل، وإلى يومنا هذا وما درينا من مع من؟.
الوحدة إذاً هي المسمار، والسوفييت كان لهم عذرهم في تلك الأيام، كانت هناك مبادئ، وإن كانت دون رؤية ووضوح، أما اليوم فالمبادئ هي مصالح اقتصادية ومواقع استراتيجية ونحن بين الاثنين، ولهذا بقية الخلق بالشمال وبالذات قواد “الأمة اليمنية” ـ كما يقولون ـ علما بأن تسمية “أمة” نطلقها جزافا كي نضحك على بقية الخلق لأنهم لا يزالون يعتقدون أنهم أمة، وهم في الأخير مجرد “دواب” لمن أراد أن يقود ويبتاع ويشتري بأرخص الأثمان، حسب قول الشاعر البردوني:
“نعم يا سيد الأذناب نحن خير أذنابك
ومسئولون في صنعاء وفراشون ببابك”
ومع ذلك نجد أن الشعب الكل ينادي ويتحدث باسمه ولأجله، في حين أن الشعب في الأخير هو دائما في النكد وشحاذ للأسف بكل باب ومسجد، ألم تروا بأن الشعب ممنوع من دخول دول الجوار، فما السبب؟ السبب بالتأكيد ليس الشعب، ولكن قواد البشر والملل ولصوص أموال الشعب والأراضي والزرع.
بالأمس كنا شيوعيين كفارا واليوم تكفيريين وقاعدة ودواعش، غريب أمر هؤلاء البشر، إن جاءت هذه الصفة من المخلوع سنقبل بها، وسنقول عليه معتوها ومجنونا، ولكن أن تأتي من قبل من كنا نظن أنهم ظلموا مثلنا، فهذا هو الشيء الأغرب، لأنهم إلينا كما كنا نظن أقرب، ولكن غريب هذا الزمان، الذي فيه البحر يتقايس والإنسان ما لقينا له قياسا!.
في الأخير لا يسعنا إلا أن نقول: يا من ظننا أنه قائد محنك، انتبه لرب الفساد وآلهته، بل انتبه إلى أكبر دجال ومخادع فاق فرعون وهامان وكل أتباع مدعي النبوة من عبهلة الأسود العنسي ومسيلمة وغيرهما، وما ناقص إلا أن يدعي النبوة، وهذه نتوقعها منه عما قريب.
* الأيام