طلقيني ولش عنبش

2015-03-23 23:34

 

خبران سررنا بهم كثيرا خلال الأيام القليلة المنصرمة، لي أنا شخصيا وللجميع جنوبيا ويمنيا.. فقد كان الخبر الأول بالنسبة لنا هو المهم والمتعلق بإطلاق سراح رئيس الوزراء المستقيل المهندس خالد محفوظ بحاح وزملائه من الوزراء المحتجزين والأسرى، وهل يؤسر من كان بمثل هذه الكفاءات؟ الله المستعان على كل حال!، وقد قال الله تعالى: “وما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض”، فما بالكم بعباده.

 

نرفع التهاني والتبريكات بهذه المناسبة للمهندس بحاح شخصيا، ولأسرته الكريمة، ولمن حوله وحواليه من محبيه، ونحن منهم، وكذا بقية الوزراء المأسورين فرج الله أسرهم، والحمدلله رب العالمين، فالحرية لا توزن بكم من الأطنان التي سيأتي ذكرها في الخبر الثاني، فمبارك لنا في الجنوب وشرفاء الشمال، وهم أحبتنا شئنا أم أبينا.

 

أما الخبر الثاني، وهو من وجهة نظري المفرح والمبكي في آن واحد، ومفاده انبعاث الغاز من بئر للماء في طيال خولان، وإننا في هذا الوقت نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، وكم من ثروات ساقها لنا الرحمن، وليس بالضرورة أن تكون هذه النعم مفرحة، بل للأسف معظمها تكون محزنة ومبكية، وهذا امتحان منه سبحانه.

 

فلماذا نفرح ونسر ونحن لم نرَ خيرا وبركة، ما هو لدينا من الأول في حضرموت ومأرب وشبوة وبقية المناطق، ألم تروا أن خيرها كان فقط بأيدي أخس البشر، ولا يزالون مشرفي النظام ونهابي الأموال، ونأمل من الله ألا يكون منهم عبدربه وابنه جلال كما يدعي الغير.

 

فرحنا بحركة الـ21 من سبتمبر 2014م وفوجئنا بأن ما صار من قبل هو قائم إلى الآن، وهذا ما صرح به رجل من الرجال ابن آل الحمدي إبراهيم، وهنا نقول خاب الأمل والرجاء، وخاب حسن الظن والمرتجى، فلذا نأمل من الله الكريم أن تبقى المسرة والفرحة مؤجلة إلى وقت يأتي فيه من هو حاكم عادل لأهله ولشعبه، ويحقق لهم النعيم والرضا، ولهذا نطلب منه التأجيل إلى أي وقت هو يشاء سبحانه.

 

وبما أن الله ساق هذا الخير في هذه الأيام الطيبة نقول لإخوتنا وأحبتنا بالشمال إن الله وحده هو الرازق والمانع، وبما أنه ساق الرزق لكم، ونتخوف مما هو صائر للذي قبله نقول إن يتم الله الفرحة بفك ارتباطنا ببعضنا لتكمل وتدوم محبتنا كما كانت، وثقوا بأننا في الجنوب كنا نعيش بخيرات الله من موقع وسمك وملح وخير عدن الذي انتشر إلى بقية دول الإقليم الأقرب والأبعد، وهو سبحانه الرازق والمعين.

 

ولذا نقول كما قال المثل الجنوبي واليافعي على وجه الخصوص “طلقيني ولش عنبش” والرازق هو الكريم والأكرم، فخير وحدتنا وحبنا مربوط بفكنا من بعض بعد كل ما رأيناه وذقناه.

* الأيام