نسمع عنها من اسمها، ونشاهدها فقط من لافتة كبرى، منتصبة على الشارع العام كتب عليها أسمً ولون « الخضراء» لا يعرف الكثيرون ما بداخلها ولمن تؤول ملكيتها ..
الفضول بمعية الصدف ساقنا إلى، زيارة لها، لكي نتعرف عن الخضراء المدينة تلك، الرابطة بين العاصمة عدن شمالا ولحج جنوبا وساحل ابين شرقا والتي افترشت بقعة شاسعة من الأرض تقدر بالآلاف الفدانات ومئات من الكيلو مترات ولا زالت تتوسع وتتمدد.. فهل الخضراء اسم على مسمى أم مجرد لافتة استخدمها النافذون والمستحوذون للسطو على آراضي البؤساء وأملاكهم.
ومع اشراقة صباح يوم الاثنين من الأسبوع الماضي عزمنا وشددنا السفر صوب تلك المحطة التي منها سننتقل الى واجهتنا الخضراء انتظرنا على الخط العام بعد أن نزلنا من مركبة النقل واستقلينا بميكروباص، وانطلقنا صوب هدفنا وبينما انا في مؤخرة المركبة اذا بي أطل على عشرات الاسوار الطويلة التي لا نهاية لها، وبداخلها مئات الاراضي المسورة واخرى مبنية .. لم أكن أتوقع أن تكون بتلك المساحة المترامية الأطراف وقد قال لي أصدقاء رحلتي ان العمران والمدينة هما في العمق وما هذا إلاّ اطراف فقط حجزها النافذون كخط دفاعي عنها لتمويه الناس كي لا يثيرهم ويستفزهم ضخامة الاسراف وسعة المشروع الدال على أن المتفود حوت كبير ..
أحدهم كان في انتظارنا أمام بوابة المدينة وانطلقنا بسيارته بعد الترحيب الحار بنا وسعادته ان تصل الوسائل الاعلامية الى مدينة الغرض الأول منها استثماري وجني الأرباح .. اخذنا بجولة سريعة قبل تناول وجبة الغداء في اجزاء من نواحيها المعروفة بالمرحلة الاولى والثانية وحتى الثالثة .. عرفنا ان هذا المشروع الاستثماري العملاق تعود ملكيته لرجل من ابناء المحافظات الشمالية وهو المتنفذ الهمداني وهذه المدينة تابعة له ولشركائه وهم رؤوس السلطة الذين بسطو على هذه الأرض الذي يقال أن مساحتها أكبر من مساحة عدن وصنعاء في أكبر عملية نهب للأرض في التاريخ، فهم لم يكتفو بخطف دولة الجنوب بل ذهبوا يخطفون الأرواح والمنازل والبر والبحر ولكي يواروا جرائمهم كانوا يشترون البسطاء بمبالغ زهيدة ومن يرفض منهم فمصيره مجهول والزنازين في انتظاره لقد شكى لنا كثيرون عن عشرات الملفات والقضايا الطافحة بالوجع ..المالكون الاصليون واهالي المنطقة الذين قابلناهم تحدثوا عن تلك الآلام واسفار والظلم والقهر من هكذا نافذين يعج بهم الوطن وابرزهم ذاك الذي يعرف «بالهمداني» المالك الحقيقي لهذا المشروع الذي أعماه غبار الظلم والتعسف بحق المواطنين أبناء الارض تحت اسم خضراء ومشروع استحواذي بدل الاستثماري كما يزعمون ..
كان يشتري الفدانات ويضيف اليها العشرات استحواذا وغصباً فتوسعت المدينة تلك وسال لعابه ولعاب المسئولين الذين اعطى لكل واحد منهم فيلة وأكثر بتلك الخضراء لحمايته وتسهيل له كافة الإجراءات .
وبحسب مصادر مختلفة أن الهمداني كان يهمس للبعض بأن المشروع ملك الرئيس علي عبد الله صالح ، ربما كي يخيف الآخرين وربما أن صالح كان الشريك الأكبر فعلاً لأن هناك رؤوس آخرين مشتركين في المشروع كمقولة والظنين وعمالقة سنحان الآخرين وقد حكى لنا احد المواطنين بان الرئيس المخلوع السابق «صالح « زار تلك المنطقة ومعه جيش جرار من النافذين فخاطب الهمداني بعد ان استل ناظوره لمشاهدة تلك الاراضي الشاسعة» لا عليك ابدأ من هنا وان وقف في طريقك راعي جمل فباشره بحقه واذهب الى ما استطعت ان تكون..
أجر الشقق الفارهة لبعض المسئولين الامنيين الذين اداروا الدولة وعملية النهب منها ومن داخلها عقدوا الصفقات ومن هنا كانت تتم عمليات المتابعة للسياسيين والنشطاء خاصة مع انطلاق الحراك حيث كان يعلن الاستنفار ونرى الحشود العسكرية والمدنيين العسس للقيام بمهام تشكيل الخطط والبرامج لملاحقة النشطاء من انصار الحراك الجنوبي حسب تأكيد ناشط جنوبي بمداخلة للصحيفة ..
وعن المظالم التي نالت من مالكي تلك الاراضي كانت اشهرها ما تناولها الاعلام بكل انواعه واشكاله قبل تسعة اعوام ووصلت الى اعلى هيئة تشريعية في البلد حينها مجلس النواب وهي قضية الصويلحي جمال عندما بادر لطرح مأساته وقضيته مع النافذين عبر الصحافة والبرلمان، وناشد رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس مجلس النواب وعلماء ومشايخ اليمن وجميع المنظمات الحقوقية، سرعة التدخل لحسم قضيته، وإعادة حقوقه التي يقول إنها سُلبت منه أكثر من 9 سنين. أي قبل ثورة الشباب في عام 2011 كانت تلك القضية من اشهر قضايا النفوذ والسلب في الجنوب ..
وفي ظهيرة إحدى الأيام تم مهاجمة الصويلحي والقبض عليه وايداعه سجن الأمن العام بلحج وجاءت الشيولات وجرفت أرضه ومنزله ورغم احكام الصلح بين الطرفين إلاّ أن مكتب أراضي لحج قام في عام 2011 بتمليك الهمداني لأرض الصويلحي ولا زالت نماذج النهب والنفوذ مستمرة حتى اليوم حيث تحدث الينا احد المواطنين من ملاك الآراضي في المنطقة ويدعى « حسين كلاب» والذي تعرض الى ويلات شتى ومعاناة كريرة حد وصفه فقد اعتقل وسجن لعشرات المرات واخذ من منزله وبين اهله عنوة بغطرسة العسكر التابعين للنافذين الذين اغتصبوا الارض والدولة .. وتحدث أيضاً عن بعض الانتهاكات التي كاد بصددها ان ينتحر من شدة القهر على ضياع حقه امام عينه ..
بدوره شاب من ابناء بئر فضل « العريقي» قال أنه سجن لأكثر من مره وقبلها والده سجن كي يقوم بتقديم تنازل عن الحق والارض التي يمتلكها للنافذ الهمداني بالقوة فقال الشاب « انه منذ كان صغيرا ووالده مازال متنقلا بين معتقلات النفوذ ولم اعلم ما يدور لصغر سني حينها ، حيث كانوا يسحبون والدي من بين اوساطنا وتحت تهديد أسلحتهم واعتقل لأكثر من سنوات ليخرج ونحن شباب مازال ينالنا هذا الجرم .. لكن بصمودنا كأصحاب الحق استمرينا بالدفاع عن ارضنا وسنتستمر رغم الظلم وتواطؤ البعض من ابناء الجنوب وخاصة المنطقة الذين ارتهنوا للمال ليساعدوا النافذين في ظلم الاخرين ..
ونحن بصدد المراحل الاول والثانية والثالثة التي على وشك ان يبدأ مشروعها مشروع الشباب .. كما يسمى .. ورغم ان بعض المواطنين من ابناء المحافظات الجنوبية بعد انطلاق مارد الحراك الجنوبي استطاعوا ان يشتروا بعض المنازل لكنهم يعانون من افتقاد لخدمات جمة ويناشدون بسرعة توفيرها كالمدارس الحكومية والثانوية والكهرباء والمياه وغيرها..
* سعدان اليافعي - يمنات