دولة الجنوب الداعشية

2015-03-16 13:05

 

 “يريدون من وطننا المكان والشعب مباد ومهان أو في عهدة السجان”.

 

أتصور أن أرى الشيخ العواضي وهو جد قاتل الشهيدين (أمان والخطيب) أبناء عدن وهو أي (الشيخ العواضي) من يحميه ويدعمه ويبعده عن المحاكمة. أتصور أن أراه يتجول في شوارع عدن وحضرموت.. وأتصور عودة محافظ عدن السابق وحيد رشيد، والذي عانى الحراك منه الويل.

 

وقد نرى حميد الأحمر، والذي قال لا يجب أن نمكن الجنوبيين من السلطة حتى لو بعنا أسقف منازلنا، متنقلا ما بين أملاكه في عدن وحضرموت بمرافقة الديلمي والزنداني.. ولا أحد يستغرب، لأن هذا هو الثمن الذي يدفعه الجنوب بسبب ممارسة الجفاء من قبل مكونات الحراك فيما بينهم، وبينهم وبين جنوبيي السلطة، وترك الرئيس هادي ليحيط به الطرف الخاسر من عصابة الحرب على الجنوب، وهم الهاربون من صنعاء بعد خسارتهم في الحروب المذهبية هناك، وهؤلاء أنفسهم هم من ركب على ثورة الشباب المستقل في الشمال في 2011م وأصبحت بفضلهم الحروب المذهبية في كل محافظة ومديرية تستعر ولا زالت هناك.

 

عندما يجيش الطرف المنتصر من العصابة في صنعاء لاجتياح الجنوب بحجة محاربة الإرهاب نتيجة وجود هؤلاء الهاربين إلى عدن، وكما يتهمهم هذا الطرف المنتصر بأنهم قادة القاعدة والدواعش فهي كلمة حق يراد بها باطل، ومهمه تخدم الطرفين للقضاء على ثورة الجنوب وتقطع الطريق على أبنائه لاستعادة دولتهم إلى الأبد.

 

وما التصريحات المباشرة من الرئيس السابق بأن الإرهاب والقاعدة في الجنوب يشكل الخطر الأكبر وآخرها الاتهامات التي صدرت من قناة (اليمن اليوم) لمدير الأمن السابق في حضرموت بأنه شكل لجانا شعبية من حزب الإصلاح، والذي ينتمي كثير من أعضاء القاعدة إليه، وحتى وإن كانت هذه الاتهامات كاذبة فالتجربة أثبتت على مدى السنوات الخمس والعشرين السابقة أن حزبي الحرب على الجنوب لا يجيدون إلا المكر والخداع والعبث بالوطن والغدر بالوحدة في سبيل مصالح قادتهم وجماعاتهم، فالذي يعمل على تشكيل لجان أهلية غير شرعية مستقلا حالة الهلع والتسارع للأحداث هو يخدم طرفي عصابة صنعاء وأسيادها في الإقليم لإثارة الحروب في الجنوب، ولا يخدم الجنوب وقضيته.

 

وكما عرفنا أن مسئولي السلطة في حضرموت قد رفضوا طلب وزير الدفاع السابق محمد ناصر حينما طلب من قادة الحراك تشكيل لجان شعبية من الحراك والحلف لتسليحها، فكيف الآن تم تشكيل لجان شعبية غير شرعية من لون واحد أو حزب واحد.

 

من يعمل فهو يعيد من انتفض عليهم الوطن ولفظهم ليحكموا من جديد، لأن هذه اللجان تدين بالولاء لقادتهم ولحزبهم وجماعتهم فقط، وليس للوطن لماذا؟.. لأن البعد الطائفي في أذهانهم طاغ على البعد الوطني.. والدليل على ذلك أنه حين كان قادتهم جزءا من منظومة الحكم في صنعاء كان هؤلاء الأفراد يقاتلون من أجل الحفاظ على الوحدة، وكان منهم مليشيات تقتل كوادر الجنوب والحراك، ومعروفون لدى أبناء الجنوب، وفي ظل تقبل هذه اللجان الطائفية الحزبية يوما بعد يوم سيستظل هؤلاء القتلة تحت حمى هذه اللجان، وسنراهم قادة ومتكلمين باسم أبناء الجنوب وراكبين على ثورته السلمية، وحينما سيطر لون طائفي آخر، وكما يسمونه الروافض، وهو معارض لقياداتهم، وتم إخراج قياداتهم من منظومة الحكم، وهرب أغلبهم من صنعاء والشمال أصبحوا أكثر حماسا للانفصال، ويحاولون ركوب ثورة الجنوب السلمية.

 

نعم الوطن الجنوبي يتسع للجميع ولكل أبنائه وطوائفه وأعراقه ومكوناته، ولكن من يجب أن يتصدر المشهد ليس اللون الطائفي بل الوطني، وهو ممثل في الحراك، لأنه لا يدين بالولاء لقيادات حزبي الحرب على الجنوب، وأثبتت أغلب قياداته في الخارج والداخل أنها لا تتبع أدوات الخارج، لذا على الجميع الانسياق في أدبيات الثورة السلمية وحراكها، وتشكيل لجان شعبية أغلبها من الحراك وشرعيتها أمام العالم من الرئيس هادي فقط أو من يفوضه، ويجب تلبية الدعوة الرئاسية لتجنيد شباب الجنوب وعلى الحراك المبادرة سريعا أو سنجد أنفسنا في المستقبل نتقاتل على دولة مدنية أم دينية.. شيعية أم سنية.. سلطنات أم جمهورية.

 

“سكنت على جدار الخوف المدائن/ النحر للرقاب ليس فقط للأضحية/ النحر في أوطاننا لكل مواطن/ حينما ألسنة الحق اختبت في الأقبية/ وحبست رسالات السماء في الخزائن/ وتطاول الرويبضة بتصدر الخطب والأدعية/ يشحذ الشر في النفوس ويزرع الكمائن/ لأجل طائفته يجوز بالوطن التضحية/ يقود العباد إلى فناء الأرواح والمساكن/ فرت أمطار السماء من سهولنا والأودية/ وتحولت أوطاننا مصائد ومجموعة مدافن”.