كم هي عدن وجميلة ورائعة , عدن متسامحة في وقت الجفاء ومحبة للسلام في وقت الحروب والنكبات عدن اليوم تفتح ذراعيها كالأم الحنون مهما كان العقوق والجفاء من ابنائها في سابق الازمان.
ها هي عدن اليوم تحتضن هادي في حضنها الدافئ ليجد نفسه مطمئن آمن يتحرك بحرية في حين كان بالأمس قيد الاقامة الجبرية في صنعاء التي بذل لها ما لم يبذله لعدن ، صنعاء الخالة المدللة التي أخذت من هادي زهرة عطاءه وفضلها على الأم الحنون (عدن) منذ 1986م حتى 21 فبراير 2015 م ولكن تلك الخالة اليوم تزوجت من لا يرحم هادي ولا يرحم الأم الحنون (الحوثي) وحوصر الابن البار للخالة في اقامة جبرية وحصار من لا يعرفوا المعروف ويقدروا الجميل.
وشاءت قدرة الباري بخروج هادي سليماً معافى إلى أمه عدن الباسلة المتسامحة نعم فهي أم لكل جنوبي مهما اختلفت الانتماءات الحزبية والولاءات الضيقة لكن في آخر المطاف هي التي تفتح ذراعيها لك جنوبي مخلص وكل جنوبي اعترف بالتقصير فهي ثغر الجنوب الباسم ولا نشعر بالأمن والحضارة والتقدم إلا في ربوعها.
فيا هادي يا مشير الخير ويا بشير السعادة عدن رحبت بك وتقول حللت أهلاً ونزلت سهلاً وتبوأت من عدن منزلاً آمناً مطمئناً ولكن بعد ذلك ؟
ها أنت اليوم يا سيادة الرئيس في عدن فماذا أنت فاعل لعدن؟
هل لك أن تنظر لها اليوم بعين الرحمة والشفقة بعد أن اصبحت عدن منسية من اهتماماتك بسبب تسلط الخالة ؟
دعني اخاطبك بخطاب الحضارة العدنية وأن لم أكن عدنياً إلا انني عشت فيها سنوات لا تنسى أحببتها لحضارتها ودماثة اخلاق وبساطة وتواضع أهلها فمثلهم يحتاج منا جميعاً نظرة احترام وتقدير ومنك خصوصاً نظرة قول وفعل وخاصة اليوم بعد أن اصبحت الانظار العالمية والدولية متجهه إليها كعاصمة سياسية لليمن ولو مؤقتة.
الشارع لن يرحمك أن لم تعمل لعدن بشكل خاص وابين واخواتها بشكل عام والمظاهرات ستخرج ضدك من ابناء الجنوب الذين نسيتهم بالأمس في صنعاء لكونهم لم يلمسوا واقع فعلي على الأرض منكم ومن الكثير من الجنوبيين غيركم ممن كان الولاء منهم لصنعاء.
دع عنك الخلافات والمشاكل والوضع اليوم الحاصل بالبلد وانظر لعدن بعين الرحمة فعدن اليوم عاصمة سياسية وشرعية لك يا سيادة الرئيس وتوجهت إليها الانظار الاقليمية والدولية واستعادة تاريخها ومجدها وعزها الذي سلب منها لسنوات عجاف.
هل لك أن تقول عذراً يا عدن! هل لك أن تحزن على تاريخها الذي سلب وحضارتها التي دمرت منذ 1994 م تلك الحضارة الممتدة في اعماق التاريخ ألم يكن ميناء عدن ثاني مينا عالمي في خمسينات القرن الماضي بعد نيويورك، وما صهاريج الطويلة منك ببعيد والقلعة المنيعة قلعة صيرة ومسجد أبان والعيدروس وغيرها إلا نماذج من حضارة وتاريخ عدن العريق.
سيادة الرئيس أنت اليوم تمتلك الشرعية الدستورية وبيدك العصا السحرية بالدعم المادي والمعنوي لتحول عدن إلى جنة فهل لك أن تنظر لعدن اليوم بغير نظرة الأمس نظرة اليوم لعل عدن وأهلها يسامحوك عن التقصير ويرفعوا لك أكف الضراعة بطول العمر بل وحسن الخاتمة والخروج من المآزق والنكبات.
عدن بحاجة لمشاريع تنموية وبنية تحتية فحضارتها وتراثها وتاريخها عريق وهي اليوم بحاجة منك لتبذل المزيد من الجهد في مشاريعها التنموية وبنيتها التحتية ورفد كهربائها بالمزيد من الدعم لأن الصيف لا محالة آت وربما تشهد حره لأول مرة منذ سنوات وستعرف حينها حجم معاناة العدنيين.
عدن واجهة الجنوب ومدينة العلم والحضارة وثغر الجنوب الباسم وها هي اليوم عاصمة السلام فماذا ستعطي عدن يا فخامة الرئيس من جهدك وعطاءك ونفوذك اليوم؟
عدن تريد منك الإخلاص والصدق حتى تكرمك بالأمن والأمان في ارجائها ، تحتاج منك أن تصرف جل جهدك لمشاريعها التنموية لتعود عدن لسابق عهدها فقد كانت عاصمة الجنوب وواجهة الحضارة في الجزيرة العربية ولا تزال تمتلك اليوم تلك المقومات لتستعيد مجدها وعزها فما عليك إلا الاعتراف بالتقصير فيما مضى من عهدك والعزم على البذل والعطاء فيما بقى من عمرك حتى لا تلدغ عدن من هادي مرتين!